ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الحوار والتسامح في الخطاب القرآني

المصدر: حولية المنتدى للدراسات الإنسانية
الناشر: المنتدي الوطني لأبحاث الفكر والثقافة
المؤلف الرئيسي: الميالى، سامى شهيد مشكور (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Mashkoor, Sami Shaheed
المجلد/العدد: ع7, ج17
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2014
الصفحات: 55 - 73
ISSN: 1998-0841
رقم MD: 622547
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

209

حفظ في:
المستخلص: تستأثر مسألة الحوار في الوقت الحاضر بعناية أوسع الدوائر والأوساط الفكرية والثقافية والسياسية على امتداد ساحة الوطن العربي الإسلامي نظراً للمستجدات والتطورات المتلاحقة السريعة التي شهدتها وما تزال تشهدها هذه الساحة، التي أدت إلى أحداث مزيد من الانقسامات والاضطرابات والصراعات؛ ولذلك كانت الدعوة إلى وجوب اعتماد سلوكية الحوار العقلاني الهادئ والمنفتح والقائم على قيم الاعتراف بالآخر، وتفهم قناعاته وأفكاره في كل المواقع والامتدادت الفكرية لوضع حد لتلك الانقسامات وإبقاء النزاع على طابعه السلمي الحضاري السجالي الفكري بعيداً عن لغة التعصب وإلغاء الأخر. إنّ الإسلام يريد للإنسان أن يحصل على القناعة الذاتية المرتكزة على الحجة والبرهان في إطار الحوار الهادئ العميق سواء في ذلك قضايا العقيدة وقضايا الحساب والمسؤولية، وعلينا بناء حوار فكري وإنساني فعال مثمر بين التيارات والمذاهب والأديان المختلفة، وإبراز الإسلام دين حوار في المنهج والسلوكية العامة لقد أكّد الإسلام والسلوك الإسلامي للرسول وأهل البيت عليهم السلام على مسائل البرهان والحجة والعلمية والموضوعية كما في قوله تعالى:قُل هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ، وكذلك قوله تعالى: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ. وهاتان الآيتان توثقان وتؤسسان للقاعدة الحوارية الذهبية في فهم الإسلام لقضية الحوار من خلال إثارة الحديث عن الجدل الإيجابي لا الجدل العقيم، أسلوباً من أساليب الحوار بين الناس حول القضايا والطروحات المفاهيمية التي قد تختلف فيها وجهات النظر وتتعدد خولها الرؤى والنظرات ليعرض كل واحد وجهة نظره فيدخل مع الآخر في جدال حول النظرية الأصح والأفضل، والأضمن ليصلا إلى التفاهم بشأنها؛ لن المشاكل التي تحدث بين الناس في اختلاف وجهات النظر إنما هي بسبب أن بعضهم لا يفهم بعضاً، لذلك يتهم أحدهم الآخر أو يحكم عليه بحكم جائر. وترى مدرسة القرآن الحوارية أن الدخول في نقاش وجدال مثمرة بين أطراف الحوار من دون وجود قناعات مسبقة هو الذي يمكن أن يؤدي إلى التفاهم أولا والى الإقناع ثانياً، لتكون القضية أن هناك فكراً يحاور فكراً لا أن هناك ذاتاً تفترس ذاتاً هنا وهناك. من خلال هذا البحث "الحوار والتسامح في الخطاب القرآني"، وجدت أن القرآن الكريم يدعو إلى الحوار الهادئ من دون تعصب والانفتاح على الآخر وتفهم قناعاته وأفكاره في كل المواقع بعيداً عن التعصب وإلغاء الآخر، وإن الإسلام والسلوك الإسلامي للرسول وأهل البيت عليهم السلام أكدوا مسائل البرهان والحجة العلمية والموضوعية، فليس هناك حكم لأحد في الحق قبل بدء الحوار وليس هناك حكم بالضلال، والخطأ البيّن على الطرف الآخر، إنما هي جولة في البحث عن الحق حتى تتجلى آفاقه بالطرق الحسنة وإذا كان انطلق الخصوم من أساليب الرفض واللغو والإعراض، والجهل فإن المنهج القرآني يوجه أتباعه إلى مواجهة كل ذلك باللين، والحلم والانفتاح، كذلك رأينا القرآن في كثير من آياته يرفض نفي الآخر واستئصاله كما في قول تعالى: قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْهذه الدعوة تكشف عن نزعة أصيلة للتواصل مع الآخر، وليس نزعة استئصاله أو إقصائه هناك "آخر" ينبغي أن نمد معه جسور الحوار الفكري، و"الآخر" ، مشروع حوار وليس مشروع حرب، والحوار يقوم على الاعتراف بالآخر ليس قيمة عابرة بل قيمة أصلية. لذا يؤكد القرآن الكريم ـ في كثير من آياته ـ "التسامح" والمحبة تجاه الآخر، وحينما يسود التسامح يتوارى العنف والتنابذ وتحل الحياة محل الموت والأمل بدل اليأس، والتسامح لا يعني بأي حال من الأحوال التنازل عن المعتقد أو الخضوع لمبدأ المساومة وإنما يعني القبول بالأخر والتعامل معه على أسس العدالة والمساواة بغض النظر عن أفكاره وقناعاته الأخرى، فالإسلام لم يقم على اضطهاد مخالفيه أو مصادرة حقوقهم أو تحويلهم بالإكراه عن عقائدهم؛ لأن حرية الاعتقاد مصانة وشتات بين التسامح والضعف.

ISSN: 1998-0841

عناصر مشابهة