ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تعاطي القنب من منظور علم النفس الاجتماعي : الأسطورة و اللغز و واقع الأمر

المصدر: المجلة القومية لدراسات التعاطي والإدمان
الناشر: المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية
المؤلف الرئيسي: عبدالمنعم، الحسين (مؤلف)
مؤلفين آخرين: شوقي، ميرفت أحمد (م. مشارك) , أبو سريع، أسامة سعد (م. مشارك)
المجلد/العدد: مج6, ع1
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: يناير
الصفحات: 1 - 38
ISSN: 1687-3866
رقم MD: 622855
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

39

حفظ في:
المستخلص: يشهد المجال الآن نموا مطردا في المعرفة الموضوعية حول آثار تعاطي القنب على الإنسان، وتحرز كل من التجارب المعملية والدراسات الميدانية تقدما ملموسا في هذا الصدد، وهناك قدر من الالتقاء حول نقاط محددة بين النتائج المستمدة من مناح عديدة ولدى باحثين مختلفين يعملون بشكل مستقل. ومن منظور منهجي فقد تحققت ميزتان رئيسيتان مؤخرا، الأولى: تحديد الجرعة المؤثرة باعتبارها المتغير المستقل (سواء بشكل مباشر في البحوث المعملية أو بشكل غير مباشر في الدراسات الميدانية)، والثانية: التقدير الكمي الموضوعي للتغيرات السلوكية المصاحبة. وتأسيسا على الزخم الذي تحقق من الجهود المتميزة في المجال خلال السنوات القليلة الماضية فيبدو أن الموقف مبشر بثروة من المعلومات الموثوق بها في المستقبل القريب. ولا يمكن لكاتب المقال الحالي أن يتجاهل على الرغم من ذلك عددا من أوجه القصور، والتي من الممكن - إن لم تعالج بكفاءة وعلى نحو عاجل – أن تحد من كفاءة المعارف التي نتوخاها، ويبدو في مقدمة ما نحذر منه تلك الصورة التي تبدو مجزأة بشدة، وستظل كذلك لبعض الوقت طالما استمر هذا النمط من الدراسات الصغيرة محدودة النطاق ذات الاهتمامات المشتتة التي يعوزها التكامل والتآزر في السيطرة على المسرح البحثي. وكان من الممكن لبعض هذه الدراسات أن تكتسب وزنا أكبر في تاريخ دراسة القنب لو اعتبرت بمثابة استكشافات استطلاعية، يجب أن تتبعها حملات جيدة التنظيم وعلى نطاق أوسع من المشكلة (أي على عينات أكبر من المتعاطين الذين يتم اختيارهم بشكل جيد). وثمة نقطة أخرى جديرة بالذكر مفادها أن معظم البحوث التي أجريت حتى الآن عجزت عن تقديم تفسيرات مقنعة للفروق بين الأشخاص (بخلاف التفرقة الراهنة بين المبحوثين المجربين وعديمي الخبرة) في تفاعلهم مع آثار القنب، فنحن لا نعلم شيئا عن كيف تؤثر سمات شخصية كالانبساط، الانطواء، والقابلية للإيحاء، ومستوى الطموح، والتصلب في التفاعل مع المخدر، وإذا توصلنا إلى المعادلة الصحيحة التي تقيس هذا التفاعل فسيؤدي ذلك بلا شك إلى تقليل ما نلحظه من تناقض وتشوش بين بعض التقارير البحثية. وهناك نقطة ثالثة إذ يلاحظ أن بعض الباحثين الذين اختاروا الاعتماد على التقارير اللفظية للتحقق من بعض آثار التعاطي أو لاستكشاف بعض البيانات الشخصية في تاريخ المعتمدين لا يذكرون شيئا عن تقنين أو ثبات أدواتهم اللفظية (سواء المقابلات أو الاستخبارات). وفي الواقع قد يعن للذهن من الوهلة الأولى أن هذه الاعتبارات لم تكن مطلقا في الحسبان من الأساس لدى كثير من الباحثين، ونؤكد بشدة أنه لا يمكن الاستغناء عن إجراءات أساسية - كتقنين الأدوات وحساب ثباتها - إذا أردنا تمهيد أرضية مناسبة تسمح بالتوصل إلى استنتاجات قابلة للمقارنة وتزود القارئ بتقدير تقريبي لحجم الأخطاء المتضمنة في الأحكام المعتمدة على هذه الاستنتاجات. ونقر هنا بالحاجة الشديدة إلى كل من البحوث الميدانية والمعملية، خاصة وأننا نتعامل مع مجال بحثي يحمل دلالات تطبيقية عميقة وواعدة، فعلى الرغم مما تتسم به التجارب المعملية من براعة وإتقان نسبي؛ حيث يتاح للباحث التحكم في المتغيرات التي يعتقد في صلتها بموضوع بحثه، فإن البحوث الميدانية تبرز باعتبارها السبيل الوحيد للحصول على إجابات عن أسئلة معينة تفسر دواعي الحماس الشديد الذي نلمسه حديثا لإجراء بحوث حول القنب، ومن تلك الأسئلة: كيف تبدأ عادة التعاطي؟ ولماذا يستمر بعض المجربين في ممارستها بينما يتوقف آخرون عنها؟ وهل متعاطو القنب من أحادي أم من متعددي التعاطي، وما الآثار المزمنة التي يعانون منها مع تراكم خبرات التعاطي؟. ويبدو من المفيد في هذا الصدد أن نشبه البحث الجاد بحرب على الأرواح الداعمة للألغاز والأساطير، ويجدر بالعلماء إذا أرادوا التفوق في هذه الحرب أن يتحلوا بالحنكة والمهارة في كل ما يتصل باستراتيجيات البحث العلمي وتكنيكاته.

ISSN: 1687-3866

عناصر مشابهة