المستخلص: |
سلطت الورقة الضوء على أزمة حزب العدالة والتنمية في تركيا. فرغم صعوبة اختزال خبرة أحزاب الإسلام السياسي التركية في حزب العدالة والتنمية الحاكم (AKP أو حزب آق)، إلا أن النموذج الذي قدمه الأخير تمنع بأهمية وثقل استثنائي وجدلي في الآن ذاته في مسيرة هذه الأحزاب، سواء خلال مرحلة صعوده السريع واستقلاله في السلطة منذ نهاية 2002، أو خلال المرحلة الراهنة (2013-2014) التي تشهد تزايد الأزمات الخارجية والداخلية المنعكسة سلبياً على شعبية الحزب وحكومته، وأبرزها أزمة قضايا الفساد التي تفجرت نهاية عام 2013 لتطرح التساؤلات حول مستقبل شعبية الحزب وانعكاسات ذلك دلالاته على أحزاب الإسلام السياسي التركية عموماً. وتضمنت الورقة عنصرين أساسيين، أشار العنصر الأول إلى الأحزاب الإسلامية وصعود العدالة والتنمية، حيث ساهمت نجاحات العدالة والتنمية في مراجعة المقولات السلبية السائدة حول طبيعة حركات الإسلام السياسي الحاكمة التي انصبت على نماذج مثل إيران، والسودان، وأفغانستان، وحماس في فلسطين على ما بينها من اختلافات، نحو التركيز على مقولات (الدمج والاعتدال). وتناول العنصر الثاني مرحلة التأزم والتراجع (2013-2014) ودلالاتها، فبالإضافة إلى تأثيرات أزمة الفساد على شعبية العدالة والتنمية، فإنها أثارت دلالات قد تتجاوز الأخير إلى أحزاب الإسلام السياسي وقواه بشكل عام داخل تركيا وخارجها، ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى إشكاليتين أساسيتين تمسان علاقة هذه القوى بالرأي العام ومؤسسات الدولة في، الإلتزام القيمي، ودرجة الالتزام والشفافية المؤسسية. وختاماً تبقى احتمالات استيعاب التأثيرات السلبية للأزمات الراهنة مرتبطة بالأساس بالتوصل إلى صيغ توافقية بين قوى الإسلام السياسي والمجتمعي التركية من جهة، وإجراء مراجعات داخلية فكرية وتنظيمية، وتغييرات قيادية حقيقية قد تطال أردوغان ذاته من جهة أخرى، وهو ما قد يسمح بالحفاظ على فرص وعناصر قوة أحزاب الإسلام السياسي في تركيا، ومواصلة حزب العدالة والتنمية في صورته الجديدة، وأجندته المعلنة للتغيير والإصلاح داخلياً وخارجياً رغم تزايد المعوقات المتوقعة. كُتب هذا المستخلص من قِبل المنظومة 2022"
|