المصدر: | أعمال ندوة المقدس وتوظيفه |
---|---|
الناشر: | جمعية الأوان الثقافي |
المؤلف الرئيسي: | الفرجاني، محمد الشريف (مؤلف) |
مؤلفين آخرين: | سالم، محمد الحاج (مترجم) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
تونس |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
مكان انعقاد المؤتمر: | تونس |
الهيئة المسؤولة: | تونس. جمعية الأوان |
الشهر: | أبريل |
الصفحات: | 21 - 42 |
رقم MD: | 624089 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
لقد كان القرآن دائماً موضوع قراءات وتوظيفات كثيرة ومتنوّعة. وقد تمكن مختلف الفرقاء الذين لم يتوقّفوا أبداً عن التنازع حول إدارة شؤون المسلمين والوصاية على ضمائرهم، من العثور دوماً على حجج مؤيّدة لأغراضهم. وفي حديثه عن التوظيفات المتضاربة التي يقوم بها المسلمون لنصّهم المقدّس، أثار الأكاديمي المصري و((اليساري الإسلامي)) حسن حنفي، غضب الإسلاميّين وعلماء ((الإسلام الرسمي)) حين تجرّأ على مقارنة القرآن بسوق كبيرة يمكن للجميع أن يعثروا فيها على ما يبحثون عنه لتبرير كل الخيارات سواء كانت مستقلة عن المعتقدات الدينيّة أم متّصلة بها، بل إنّ المرجع نفسه قد يؤدي إلى أكثر التفسيرات والتوظيفات تناقضاً. وقد سبق أن رأينا كيف يمكن استخدام ((آية الأمراء))، على غرار مثيلتها الإنجيليّة ((أعط لقيصر ما لقيصر وما لله لله)) لإضفاء القداسة على السلطة أو للفصل بين الشأن السياسي والشأن الديني. ويمكن أن نقول نفس الشيء بخصوص آيات الأحكام القابلة للتسييس سواء في القرآن، أو التوراة والأناجيل أو في أيّ نصّ آخر يضطلع بالوظيفة نفسها كمعين للقيم ولما يبحث عنه معنى بالنسبة لمن يتّخذونه مرجعاً. فهذه النصوص فيها من ((المتشابهات)) ما يسمح بجميع ((التلفيقات))، وجميع ((التلاعبات)) وبكلّ أنواع التوظيف من أجل خدمة القضيّة ونقيضها. ويمكن تقريب التوظيفات السياسيّة للقرآن من التوظيفات المتعلّقة بالآية التوراتيّة ((لن تَقْتُل))، إذ يستخدمها بعضهم ضدّ عقوبة الإعدام، فيما يرى فيها آخرون أساس لحظر الإجهاض. وغالبا ما يكون معارضو عقوبة الإعدام من مؤيّدي الإجهاض ومعارضو الإجهاض من مؤيّدي عقوبة الإعدام! المشكلة لا تكمن في النصوص التي يمكننا أن نقوّلها دائماً ما نريد بقدر ما هي كامنة في تعصّب من يتّخذها مطيّة لتبرير خياراته باسم الدين مكفرا خصومه الذين يفعلون نفس الشيء. وما هو مطلوب من هؤلاء وأولئك، ليس عدم السعي إلى التوفيق بين سلوكهم واختيارات عيشهم؛ الفرديّة أو الجماعيّة، مع ما يعتقدونه، بل الاعتراف للآخرين بأن يكون لهم نفس الحق. وهذا ما يسمى في السياسة ((علمانيّة)). فالعلمانيّة هي مبدأ يضمن للجميع حرّية الضمير، وحرّية العبادة، والمساواة أمام القانون والمؤسّسات التي تجسّد السلطة العامّة والتي يجب أن تكون، من أجل ذلك، فوق جميع التأويلات وجميع القناعات الدينيّة أو الفلسفيّة لأفراد المجتمع. |
---|