ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الدولة العميقة: المفهوم و التجليات: إطلالة على واقع الحالة العربية

المصدر: التقرير الاستراتيجي الثاني عشر الصادر عن مجلة البيان: الربيع العربي - المسار - والمصير
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: علام، مصطفى شفيق (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Allam, Mostafa Shafeq
المجلد/العدد: التقرير12
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2015
مكان انعقاد المؤتمر: القاهرة
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان - المركز العربي للدراسات الإنسانية
التاريخ الهجري: 1436
الصفحات: 65 - 87
رقم MD: 624656
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

66

حفظ في:
المستخلص: يرى بعض المحللين أن الدولة العميقة هي الطبعة الحداثية والتطور التاريخي لمسيرة الانقلابات العسكرية في العالم؛ حيث كانت الانقلابات العسكرية التقليدية -التي تتسم بعنصر التغيير المفاجئ لنظم الحكم، واستخدام القوة المسلحة أو التهديد باستخدامها للوصول إلى السلطة- هي النمط السائد لتدخل الجيوش في الحكم أثناء حقبة الحرب الباردة، في حين أن(( انقلابات ما بعد الحداثة)) تتسم بأنها أكثر مرونة ودهاء، فهي لا تعتمد على القوة المسلحة وأدوات العنف بالأساس، بل تعتمد في مسعاها للوصول للحكم على بعض مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى شرائح من الفاعلين النافذين غير الرسميين، ومن ثَم فإن الدولة العميقة تُعَدّ صنو انقلابات ما بعد الحداثة؛ حيث تقود في الأخير إلى حدوث انقلاب في الحكم سواء بصيغته البطيئة، أو بصيغته الذاتية، أو كلاهما معًا. تتكون الدولة العميقة -إلى جانب الجيش والمؤسسات الأمنية والاستخباراتية- من كبار المسئولين المدنيين والعسكريين السابقين ممن يتناوبون على السلطة، ويتقاسمون الثروة والامتيازات، بما لا يخلو من تنافس بينهم على هذا التقاسم، والنخبة الرأسمالية وطبقة رجال الأعمال، بما في ذلك الأثرياء الجدد، وعناصر منتقاة من الأوساط الأكاديمية والنخب الثقافية والإعلامية، لا سيما أولئك المختصين في كيفية السيطرة على الدولة من خلال عملية القانون، مثل الأكاديميين الذين يتميزون بالمعرفة والمهارة في صياغة القوانين والدساتير، يضاف إلى ذلك شبكة واسعة من العلاقات العابرة للحدود مع القوى الكبرى، الإقليمية والدولية، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية، لتحصيل المنافع المتبادلة والأهداف المشتركة. وعلى صعيد الأهداف، تقوم الدولة العميقة بتحقيق جملة من الأهداف والاستراتيجيات، أهمها؛ خلق صورة مشوهة للنظام السياسي الجديد، وجعل الناخبين يشعرون بأنهم لا يستطيعون الاعتماد على هذا النظام، ومن ثَم عدم جدوى الخيار الديمقراطي، وجعل الحكومة الديمقراطية عاجزة عن الإنجاز، ومن ثَم تبدو أمام الجماهير لا قيمة لها، ولا تستحق الحكم، والتغطية على أي إنجاز للحكومة وتشويهه، ووأده في مهده، واتهامها بالفساد والديكتاتورية لهز ثقة الشعب فيها، واستغلال الجهاز البيروقراطي لتعقيد وعرقلة مصالح المواطنين، وخلق الأزمات المعيشية، وإجهاض أيّ سياسات جديدة تريد الحكومة إقرارها لصالح المواطنين والمستثمرين، واستخدام الأدوات الإعلامية للترويج للنظام القديم، والتقليل من شأن النظام الجديد، بشكل تدريجي ومكثف، لتزييف وعي الناس بجدوى التغيير. وأخيرًا؛ إقناع القوى الدولية والإقليمية بأن مصالحها ليست مع النظام الجديد، وإظهاره في صورة المعرقل والمعيق لمصالح تلك القوى، والتأكيد في ذات الوقت على أن النظام القديم هو الضمانة الوحيدة لتحقيق مصالح القوى الدولية والإقليمية بشكل كامل.