المصدر: | التقرير الاستراتيجي الثاني عشر الصادر عن مجلة البيان: الربيع العربي - المسار - والمصير |
---|---|
الناشر: | مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية |
المؤلف الرئيسي: | المعيني، خالد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | التقرير12 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2015
|
مكان انعقاد المؤتمر: | القاهرة |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان - المركز العربي للدراسات الإنسانية |
التاريخ الهجري: | 1436 |
الصفحات: | 215 - 233 |
رقم MD: | 624701 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
لا يمكن أن نطلق صفة الثورة كثيرًا على الانتفاضات الكبرى في التاريخ الإنساني إلا من خلال قياس مدى قدرتها على إحداث انتقالات نوعية عميقة في بنية المجتمع ماديًّا من خلال الاقتصاد والتنمية، ومعنويًّا من خلال نظام سياسي، نخبة جديدة، وتكريس منظومة قيم اجتماعية جديدة. بمعنى آخر: قدرة هذه الانتفاضة الشعبية الكبرى على اكتساب مضمون ثوري؛ من خلال عملها على التأسيس لمتغيرات جديدة تعيد رسم خارطة موازين القوة في المجتمع وفق رؤية جديدة. وعلى الرغم من أن التوقيتات المتقاربة لاندلاع الثورات العربية قد أثارت أكثر من تساؤل أو علامة استفهام لاستحالة الاتفاق أو التنسيق المسبق بين شعوب المنطقة في آن واحد، إلا أن ما حصل ويحصل بالتأكيد نوع من الهزات العنيفة والعميقة التي ضربت الأنظمة السياسية بشدة، وجعلتها تترنح أمام إرادة وطاقة جبارة غير مسبوقة للشعب العربي، مما جعل هذه الأنظمة تفقد قدرتها على التحكم والسيطرة، هذه الظاهرة التي أسفرت عن جملة حقائق ونتائج لا تزال بعدُ لم تتجلَّ كامل ملامحها النهائية بحاجة إلى الوقوف عند منعطفاتها الحادة، ودراسة دوافعها وخلفياتها، وحساب حدود تطورها ونتائجها المحتملة، وتأثير مجمل ذلك على مستقبل المنطقة العربية. وقد اتخذ مسار المخاض الثوري في العراق مسارًا خطيرًا، وجاءت النتائج بعكس ما يشتهي أبناء المحافظات المنتفضة، ليبدو جليًّا تغطية العامل والمصالح الخارجية إقليميًّا ودوليًّا، وتغلبها على الطابع المحلي، ولتعلوَ هذه المصالح على المطالب المشروعة التي خرج من أجلها أبناء هذه المحافظات، فأصبحت الأجندات غير الأجندات، والأطراف الفاعلة في مسارات هذه الثورة غير الأطراف التي بدأتها، هكذا هي النتائج عندما يتم استعجال الخيار العسكري واستحضار العامل الخارجي اللذين ما أن يقتربا حتى يشكلا وصفة جاهزة للتقسيم والحرب الأهلية. ويصبح كل شيء مشروع في مهب الريح، ويعلو صوت الرصاص من كل الأطراف على صوت المطالب السلمية، ويختفي التفكير العقلاني المنهجي الذي يتخذ من الإيمان بقضية والمطاولة وسياسة النفَس الطويل طريقًا لانتزاع المطالب المشروعة، ويخوض صراعًا مع السلطة الغاشمة من النوع المركب وليس الأحادي القائم على السلاح، والذي يفقده شرعيته، ويسهل التعامل معه من قِبَل السلطة. |
---|