المصدر: | التقرير الاستراتيجي الثاني عشر الصادر عن مجلة البيان: الربيع العربي - المسار - والمصير |
---|---|
الناشر: | مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية |
المؤلف الرئيسي: | الزواوي، محمد سليمان (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Alzawawy, Muhammad Soliman |
المجلد/العدد: | التقرير12 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2015
|
مكان انعقاد المؤتمر: | القاهرة |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان - المركز العربي للدراسات الإنسانية |
التاريخ الهجري: | 1436 |
الصفحات: | 257 - 273 |
رقم MD: | 624723 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
مثّل سقوط الاتحاد السوفييتي مرحلة جديدة في العلاقات الدولية؛ حيث سقط النظام الثنائي القطبية، وحــل محله النظام أحادي القطبية، وبزغ إلــى الوجود ذلك النظام العالمي الجديد الذي قامت فيه الولايات المتحدة بلعب دور منفرد في قيادة العلاقات الدولية، وقام جورج بوش الأب بغزو العراق تحت مظلة ما يسمى بـ «الشرعية الدولية» عقب احتلال الكويت، ومن ثمَ أعلن عن قيام النظام العالمي الجديد. وقد أصبح من أهم ما يمثل العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين هو تعدد القوى، وقد مثّل ذلك نقلة هائلة عن الماضي، فقد بدأ القرن العشرون في حالة من تعدد الأقطاب، ولكن بعدما يقرب من خمسين عامًــا نشــبت حربان عالميتان والعديد من الصراعات الأصغر حجمًــا، وظهر النظام ثنائي القطبية من رحم تلــك المرحلــة، ثم بعد ذلك وفي نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد الســوفييتي، انتقــل العالم من الثنائية القطبية إلى الأحادية القطبية بتفرد الولايات المتحدة بقيادة النظام العالمي، ولكن القوى العالمية الآن منتشرة وغير متمركزة في أقطاب بعينها، لذا تحول العالم إلى حالة من تعدد القوى تتميز بوجود العديد من المراكز التي تتمتع بقدر كبير من القوة. يتشــكل العالم الإســلامي من كل من السعودية والعراق والشام ومصر وتركيا وإيران، وتشكل جميعها قلب العالم الإســلامي، وما عدا ذلك عبارة عن أطراف لذلك العالم الإســلامي، وفي القلب منه المنطقة الواقعة بين العراق والشــام، والتي كانت مهد الفتن التي وقعت في تاريخنا الإســلامي، وكانت أرض الملاحم الكبرى التي اندلعت بين المسلمين بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وشهدت أبشع الحروب مثل صفين والجمل والنهروان، والتي أدت فعليًّا إلى تقسيم العالم الإسلامي حتى يومنا هذا. وإذا كانت محاولات التقارب المذهبي بين الســنة والشــيعة قد فشلت بعد محاولات مضنية، فلا حل سوى حتمية التعايش المذهبي، والتسامح الديني، وقبول بعضنا للآخر، مع إرساء أسس لاحترام الاختلاف، يكون على رأســها: عدم التحريض المذهبي، والتبرؤ من كل متطرف يســب الآخر، ومحاكمة كل من يبث الشائعات والفتن والســموم اســتنادًا على نصــوص موضوعة لا أصل لهــا، ومنع الفضائيات التي تحــض على الفتنة والكراهيــة وقتــل الآخــر، والعمل على التقارب السياســي وليس المذهبي، تقارب يقُام على أســس المصالح المشــتركة، وفتــح الحدود، وتبادل التجارة والســلع والخدمات والعمالة، ووضع نواة لمظلــة أمنية واقتصادية وسياسية للدول الكبرى في المنطقة، وعلى رأسها السعودية ومصر وتركيا وإيران. |
---|