ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الحقيقة من وجهة نظر ريتشارد رورتي

المصدر: أوراق فلسفية
الناشر: كرسي اليونسكو للفلسفة فرع جامعة الزقازيق
المؤلف الرئيسي: الجديدي، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع25
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2009
الصفحات: 111 - 124
رقم MD: 626549
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

32

حفظ في:
المستخلص: مع كل ما ميز الطرح البراغماتي وخاصة في صيغته الرورتية من جرأة ووجاهة جديرة بالانتباه، إلا أن ذلك لم يكن ليمر من دون توجيه انتقادات لاذعة إلى البراغماتيين. فمن قائل بأنهم لم يقدموا نظرية في الحقيقة بقدر ما قدموا معياراً للتمييز بين الحقيقي وغير الحقيقي إلى رفض البعض لموقفهم الذي يقرن بين الحقيقة والإثبات. ويكفي أن ندلل بانتقاد لما يرسمه رورتي قيما في فلسفته، ألا وهو تجنب الإذلال والإهانة حينما يعود إلى أورويل Orwell ويرى بأن أهم ما في المسألة الحرية لأن التعذيب والعنف لن يحمل أي إنسان على اعتناق أفكار غير حقيقية بأنها حقيقية وأن اثنان زائد ثلاثة تساوي خمسة. (19) حتى وان حفزنا هذا على الاعتقاد بوجاهة موقف رورتي واستبعاده للحقيقة والخطأ من هذه اللعبة. فإننا نظل بحاجة إلى مرجعية لقيمة العملية الحسابية إلى ما تفضلت به علينا البراغماتية من معيار النفع والنجاح. ومع ما يمكن أن يقال حول موقف رورتي عن الحقيقة والبراغماتيين بشكل عام أنه نص مفتوح على القول المختلف، يطلعنا على وجه آخر أو وجه من وجوه الحقيقة غير مألوف لدينا واعتقدنا أننا باعتقادنا في الحقيقة وفي حقيقة ما نعرفه أن ذلك هو الحقيقة لأن رورتي ينقلنا إلى مجال آخر تصبح معه الحقيقة بنية لغوية structure langagière ندخل من خلالها عالم غودمان وفيتغنشتاين اللذين يصفان بناء على فكرتي الاستعمال والدلالة أن اللغة صورة عن العالم هي في الحقيقة مجموعة التمثلات بحيث يتوجب أن تكون مهمة الفلسفة البرهنة على شكل العلاقة التي تقيمها هذه التمثلات مع ما تمثله(20) على اعتبار أن منطوقاتنا هي فقط ما نصفه بأنه حقيقي ومن هنا يأتي رفضه لفكرة الحقيقة كتطابق correspondence سواء مع معطى حسي أو واقعة أو حالة شعورية، فجميعها وإن تطابقت مع منطوقاتنا تبقى بعيدة عن توضيح معنى الحقيقة وبتعبير آخر، الحقيقة ليست تفسيرية. هذا من جهة لكن ومن جهة ثانية فـ رورتي يبدي موقفاً معادياً من النزعة التمثيلية ويرى على غرار ديفيدسون أن الاعتقادات هي وحدها التي تكون حقيقية أو خاطئة غير أنها لا تمثل شيئاً.(21) وهذه في الحقيقة نزعة أخرى تتسم بها فلسفة رورتي أقصد نزعته المضادة للتمثل Anti representalism حيث تنزع كل فكرة قبلية عن تصوراتنا عن الحقيقة لكن في مقابل ما تظهرنا على زاوية هامة عن الحقيقة فإنها تتركنا من دون حقيقة

عناصر مشابهة