المصدر: | مجلة ثقافتنا |
---|---|
الناشر: | وزارة الثقافة - دائرة العلاقات الثقافية العامة |
المؤلف الرئيسي: | يوسف، حمزة فاضل (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Yousif, Hamza Fadhil |
المجلد/العدد: | ع10 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
العراق |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
الشهر: | تشرين الأول |
الصفحات: | 22 - 38 |
رقم MD: | 628481 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن حقل الرواية مجال خصب للحديث وتجريب العقول والألسنة وحتى الافتراضات؛ فهي عالم خيالي مجرد ومفترض، وفي الوقت نفسه، عالم واقعي، أو واقع مصوغ بالكلمات، أو واقع منظور له بعين المؤلف، يلجه القارئ فيجريه؛ فالواقع والرواية واقعان يخضعان، بالحساسية نفسها، للقارئ عند التجريب، فالإحساس واحد والتجربة مختلفة، وفرق بين من يخلق العالم ومن يتلقاه، فالخالق يوجه التجربة كيفما يشاء ويمنحها فكرها وإحساسها، والمتلقي يكشف، وله الحرية كاملة في الرفض، أو القبول، أو الدخول، أو الخروج، أو المعارضة، أو التأييد، فألروائي مبدع وخالق لعلم خيالي وواقعي في الحال ذاته، فهي الرواية عالم (كتاب) بين دفتين، تدخله وتعيش فيه وتموت فيه وبين الحياة والموت انفعال وتفكير وتجربة حياة، وحينما ينتهي العالم وتخرج من الدفتين، تحدث عن زمن آخر غير زمانك الحاضر إنه زمن الرواية، زمن عالم في فضاء أغلفة الكتب، والرواية يخلقها إلهها. فهي كون وحدها، ولكل رواية خالق، فكل رواية عالم كوني مستقل خلقها إله مستقل، والروائي ذلك الخالق الذي يوجد عالمًا يحقق به وجوده ويرى صورته على صفحاته. وحين تفكر الرواية في نفسها، فتستبطن نفسها، فيكون ذاتها موضوع حديثها، وهذا السرد لم يكن مألوفًا، من الناحية الموضوعاتية والفنية حينئذ يشكل ظاهرة بها حاجة إلى رصد ودراسة وتحديد وتسمية. إن تداخل السرد في الميتاسرد بطريق تتماهى في المبنى الحكاتي، قد شاع في الرواية العراقية وأضحى بشكل تيارًا له هويته السردية والإبداعية، ويتوافر على كثير من (الثيمات) السردية المشتركة، والتوافق في التقنيات، وقد اختار البحث تسمية (الرواية داخل الرواية)؛ لأنها أوضح عنوانًا وأقرب إلى تقنيات التيار من ناحية الموضوع وتقنيات السرد. إن مفهوم (الرواية داخل الرواية) أضيق من مفهوم (السرد داخل السرد) أو (الميتاسرد داخل السرد)، لأن مفهوم السرد أوسع من مفهوم الرواية، وقد يتداخل الميتاسرد في السرد في أنواع أخرى غير الروائية، على نحو المسرحية والملحمة والقلم السينمائي.. وغيرها، وبهذا التحديد تكون قد سورنا منطقة العمل (الرواية)، بيد أن هناك مسألة تتعانق مع تحديد النوع الأدبي تتصل بتداخل الأنواع وتناصها في نوع معين، فالرواية الحديثة لم تعد تعمل بالأدوات القديمة؛ وهي في طور النشوء والاكتمال، فقد دخلت عليها تقنيات من أنواع سردية أخرى، وغير سردية، هذه التقنيات صعبت من مهمة القارئ، والناقد والكاشف عن آليات التأويل ومفاتيح النص، فضلاً عن أن الدراسات النقدية في مفهوم النص وعلمه قد أعاقت الإمساك بحدود الأنواع الأدبية، فجعلت النص مفتوحًا على نصوص غير محدودة كل هذا وذاك، مهد الدرب لأن يتنوع النص الروائي، ويكشف عن آليات جديدة وطبيعة نص مفتوحة في البناء والتأويل. فالروايات الحديثة تتمتع بتداخل تقني وتعانق نصي كبيرين، زيادة على ابتكار تقنيات مضافة من مثل تداخل الميتاسرد في السرد، تجعل الرواية حاملة لسردها ومسرودها، بالية إبهامية أشد حنكة ودهاء، وتتجه نحو غاية جمالية مقصودة من لدن المؤلف، تجعل الحديث عن عناصر نصية منفردة عملية صعبة، إن لم تكن مستحيلة، نتيجة لارتباط العناصر السردية بعضها ببعض بتقنيات متعددة بصيغة تكاملية في فضاء السرد. |
---|