ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







عرب النقب وأراضيهم بين مطرقة القوننة وسندان الأمننة الإسرائيلية

المصدر: شؤون فلسطينية
الناشر: منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
المؤلف الرئيسي: أبو راس، ثابت (مؤلف)
المجلد/العدد: ع249,250
محكمة: نعم
الدولة: فلسطين
التاريخ الميلادي: 2012
الشهر: خريف
الصفحات: 176 - 195
رقم MD: 629114
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

32

حفظ في:
المستخلص: المؤامرات على عرب النقب متعددة الجوانب، ولا تقتصر على القضية الأولى، قضية الأرض، فإقصاء وتهميش العرب البدو وعزلهم عن باقي الجماهير العربية شملت «بدونه» قضاياهم، وكأنها لا تهم باقي المواطنين العرب في هذه البلاد. وإيغالا في مهمة عزل عرب النقب عن شعبهم، تزداد محاولات تجنيد الشباب العربي النقباوي للخدمة العسكرية. من جهة أخرى فإن إغلاق الحدود مع قطاع غزة كليا، وإغلاقها جزئيا مع مدينة الخليل وقراها، قد أفقد عرب النقب شريانا اقتصاديا واجتماعيا مهما. زد على ذلك تقليص مخصصات الأطفال، حيث إن عرب النقب معروفون بكثرة إنجابهم مما جعلهم الخاسرين الأوائل من هذه السياسة. واليوم، لا تخفي الحكومة الإسرائيلية نواياها تجاه عرب النقب. فسياسة التهجير القسري والحصار من خلال إقامة منطقة السياج، وتركيز كل عرب النقب فيها في سنوات الخمسينات من القرن الماضي ما زالت قائمة. حيث تستعد حكومة إسرائيل اليوم، ومن خلال خطتها إلى تقليص منطقة السياج من خلال إقامة بلدات يهودية فيها، وتضييق الخناق أكثر على عرب النقب من خلال هدم ما ينيف عن عشرين قرية عربية وتجميع سكانها في البلدات القائمة. لقد عرف فلسطينيو الداخل معارك أرض ناجحة في الماضي في بيت جن، والكرمل ومنطقة الروحة. الصمود والتحدي ووحدة الجماهير كانت أحجار الزاوية في نجاح هذه الأيام المشهودة من تاريخ عرب الداخل. وللتذكير فإن الإضراب العام في يوم الأرض الأول 1976 حيث حاولت الحكومة الإسرائيلية مصادرة حوالي عشرين ألف دونم من أراضي سكان سخنين، وعرابة ودير حنا في الجليل. وخلال المواجهات بين السكان الفلسطينيين وقوات الشرطة والجيش الإسرائيلي سقط هناك ستة شهداء. منذ ذلك الوقت فرضت الجماهير الفلسطينية في الداخل على الحكومة الإسرائيلية عدم مصادرة أراض عربية إلا للصالح العام الفعلي وبعد تعويض كامل بالأرض. إن الخطاب الإسرائيلي والأجواء العامة التي أدت إلى أحداث يوم الأرض الأول ماثلة أمامنا بل زادت من حدتها. بالأمس كانوا يتحدثون عن “تطوير الجليل” أما اليوم فيتحدثون عن “تطوير النقب”. في العام 1976 كانت وثيقة إسرائيل كينغ سيئة الصيت واليوم عرب النقب أمام وثيقة أخطر هي وثيقة برافر. التحريض على قيادة الجماهير الفلسطينية في الداخل ومحاولة تخويفها آنذاك هو نفس التحريض الذي نسمعه اليوم. مخطط برافر هو مخطط تهجير وترحيل قسري وليس مخطط توطين كما تدعي الحكومة الإسرائيلية. المخطط الغامض العنصري بمضمونه لا يطرح أسماء قرى سيتم الاعتراف بها أو إقامتها ويتركز في عملية الترحيل والعقوبات لمن يخالف القانون الجديد. المخطط هو رسالة إلى الأقلية الفلسطينية في إسرائيل، في حال تطبيقه سيكون بمثابة مرحلة جديدة في تعامل الدولة الإسرائيلية مع مواطنيها العرب. هل تفكر قيادة شعبنا ومؤسساتنا في الداخل في استراتيجيات مواجهة جديدة في وجه التسونامي القادم من النقب ليصل إلى مناطق وتجمعاتنا الفلسطينية في مدن الساحل، والمثلث والجليل؟.