المصدر: | أوراق فلسفية |
---|---|
الناشر: | كرسي اليونسكو للفلسفة فرع جامعة الزقازيق |
المؤلف الرئيسي: | أبو العباس، جميل (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع39 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الشهر: | يناير |
الصفحات: | 71 - 82 |
رقم MD: | 629170 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
فإن ما قدمه "جارودي" من حقائق علمية موثقة- ويتفق معه الباحث في ذلك- قام من خلالها بكشف زيف وبطلان الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية يعد جهدا ليس بالقليل، وعلى الرغم من ذلك إلا انه كفيلسوف لا يمكنه أن يقضي على الأساطير السياسية ولكن كشفها وبيان حقيقها، وفى ذلك يقول كاسيرر: إن القضاء على الأساطير السياسية أمر يفوق قوة الفلسفة، فالأسطورة بمعنى ما معصومة، ومنيعة أمام البراهين العقلية، ولا يمكن دحضها بوساطة القياسات المنطقية. ولكن الفلسفة تستطيع أن تؤدى لنا خدمة هامة أخرى. إنها تستطيع تعريفنا بأعدائنا وكى تحارب عدوك عليك أن تعرفه. إن هذا أحد المبادئ الأولية في الاستراتيجية الصحيحة. ولا يعنى ذلك معرفة أوجه نقصه وضعفه فقط. وإنما هو يعنى أيضا معرفة أسباب قوته. ولقد جنحنا جميعا فيما مضى إلى الاستخفاف بهذه القوة. فعندما سمعنا لأول مرة بالأساطير السياسية، اعتقدنا أنها حمقاء وقاصرة ووهمية ومثيرة للسخرية إلى أبعد حد، بحيث يتعذر تصور تسلطها علينا، من ثم فليس هناك ما يدعو إلى النظر إليها نظرة جادة. واليوم قد اتضح لنا جميعا أن هذا خطا بالغ. وعلينا أن لا نقترف نفس الخطأ مرة أخرى. فعلينا أن ندرس في عناية أصل الأساطير السياسية، وتكوينها وأساليبها وتقنيتها وعلينا أن نرى عدونا وجها لوجه حتى نعرف كيف نحاربه. |
---|