المصدر: | شؤون فلسطينية |
---|---|
الناشر: | منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث |
المؤلف الرئيسي: | سعيد، يوسف (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع247 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
فلسطين |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
الشهر: | شتاء |
الصفحات: | 49 - 95 |
رقم MD: | 630090 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
كما تبين من مجمل عناصر السياق، ببعديه السياسي والاقتصادي، وكذا بعده التنظيمي الإداري فقد كان واضحاً أن انتخابات تجري في أجواء حربية أو شبه حربية، وفي ظل وضع سياسي مضطرب جدا وبالغ التوتر، وضع سياسي لا يقوم على الثقة والاطمئنان بين أوساط الناس وبيًن القوى السياسية المتنافسة ومشبع بالعداء والانقسامات الأفقية والعمودية، بل إنه حافل بالمحاكمات والاحتيال والمؤامرات والابتزاز وان انتخابات تجري في أجواء المخاوف والفزع حول اليوم وحول المستقبل، وفي ظل أجواء مفعمة بالاصطفاف المذهبي، أجواء عابقة بالكراهية، وفتاوى التخوين والتكفير، انتخابات تجرّ فيها العوام من الناس إلى التصويت لله!! بدلاً من التصويت للبرامج السياسية، تجرّ فيها الناس للدفاع عن هوية دينية محددة!! وعقيدة يحاول المسيحيون والعلمانيون أن يفتكوا بها. وإن انتخابات تجري وسط الفوضى والفلتان اللذين يهددان حياة الناس وفي ظروف اقتصادية تزداد تفاقماً وبؤساً حيث يعيش الناس كابوس توفير رغيف الخبز واسطوانة الغاز... انتخابات تديرها حكومة غير محايدة وإعلام رسمي منحاز، أو في ظل نظام انتخابي لا يوفر العدالة ولا تكافؤ الفرص، وينطوي على قرارات وإجراءات إدارية مرتبكة، نظام لم يقيد القوى النافذة وأصحاب رأس المال بحدود دنيا وعليا لمصروفاتهم. . انتخابات تجري في ظل كل الظروف السابقة لم يكن لها إلا أن تكون لمصلحة القوى التي لها الغلبة على أرض الواقع، القوى صاحبة الوجود المادي، (التنظيمي والمالي) القديم.. لم يكن لها أن تكون إلا لمصلحة من في يده أو من يتوقع أن يكون له اليد الطولي في شأن (المنح والمنع) أي من يسيطر اقتصادياً واجتماعياً وتنظيمياً، ومن هو جاثم في المؤسسات/ يتربع عليها، ذلك لأن من يتطلع لوظيفة، أو يتطلع لمعاش، أو ينظر للدولة لحاجات أسرته (في الرعاية الصحية، التعليمية، توفير الخدمات والسلع) سيصوت لأصحاب الدار اليوم، كان واضحاً أن المواطن البسيط والأمي الذي تراءى له بفعل الدعاية الدينية المقيتة أن الإسلام في خطر والهوية في خطر سيصوت لأولئك اللذين يرفعون راية الدين. كان واضحاً أن المواطن الخائف على الوطن والدولة، والذي يعيش خطرا يومياً على حياة أبنائه وعلى قوت يومه سيصوت للمنقذ أياً كانت مواصفات ذلك المًنقذ، أخلاقياته أو برامجه. على إشاعتها بمثابرة وجد وإذا أضفنا إلى كل ذلك حالة الإحباط واليأس التي عملت على إشاعتها بمثابرة وجد السلطة العسكرية الحاكمة على قاعدة بأنه لا فائدة من استمرار التحلق حول أحلام وأمنيات طرحتها الثورة، وأن هذه الأخيرة على وشك أن تلحق بها الهزيمة، فإننا يمكن أن نعرف لماذا صوت الناس للأطراف التي نجحت. |
---|