المصدر: | شؤون فلسطينية |
---|---|
الناشر: | منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث |
المؤلف الرئيسي: | سلامة، عبدالغني (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع253,254 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
فلسطين |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الشهر: | خريف |
الصفحات: | 262 - 311 |
رقم MD: | 630474 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
هنالــك تباين كبير بين وجهتــي النظر اللتين تقيّمان تجربــة حماس في الحكُم: خطاب حماس يغلب عليه أســلوب الخطابة، واللغة الإنشــائية، وعبارات الصمود والممانعة والمقاومة، بينما تصريحات خصومها تسيطر عليها الأحكام المسبقة ،وتصــف غــزة بإمــارة الظــلام، والحكــم الاســتبدادي، والعصور الوســطى، وتلك الخطابــات بهذه الطريقة تبُعد الناس عن الحقيقــة. ولكنها تضعنا دفعة واحدة أمام الســؤال الصعب: هل نجحت حماس أم أخفقت فــي حكمها؟ وبالطبع، من الصعوبــة اختزال الإجابــة بكلمة واحدة: نعم أو لا. ذلــك لأن الإجابة تعتمد على مفهومنــا للنجاح، وعلى المعايير التي سنســتخدمها في التقييم، وفي النهاية تبقى الأحكام نسبية. قد تكــون حماس نجحــت بالفعل في تثبيت الأمن الداخلي، وترســيخ ســيادة القانــون، ولكن ألم تكن مأثرة “طالبان” “الوحيدة” هي ترســيخ الأمن؟! وقد تكون حمــاس نجحت بالفعل بالصمود كل هذه الفترة، بالرغم من الضربات التي كانت تتلقاهــا من كل صوب وحدب، ولكن طول البقاء ليــس هو معيار النجاح، فنظام القذافي في ليبيا دام 42 ســنة، ولكنه عندما سقط في النهاية، تكشّف مقدار الاحتقان الذي ظل مختزنا في صدور الناس كل هذه السنين. مــن الممكن أن حماس نجحــت فعلا في مجال الحكم، ومارســت الإدارة بطريقة فعالــة ومتصاعدة، ووطدت أركان ســلطتها، ولكن حتى لــو نجحت حماس إداريا ،وبنت حالة مثالية –وهي ليست مثالية بالتأكيد– إلا أنه لا قيمة لنجاح الحكومة إداريا، إذا لم يكن الإنســان محور اهتمامها، وجوهر رسالتها، وإذا وظّفت الجماهير لخدمة الشــعار، بل وجعلتها ضحية لــه، وإذا صارت القضية الوطنية برمتها في خدمة الحزب الحاكم، ورهينة بيده، وإذا فَقَد المواطن حقوقه، بل وحياته في سبيل الحفــاظ على هذه الحكومة، ولا قيمة لنجاح الحكومــة، إذا كانت البطالة والفقر حالة ملازمة للمجتمع، وإذا شعر الناس أنهم في سجن كبير. نجحت حمــاس كحزب يناضــل من أجــل أيديولوجيا معينــة، ونجحت كحركة سياسية وصلت للسلطة وناضلت للحفاظ عليها، وبرهنت على قوتها وتماسك بنيانهــا الداخلــي، ونجحت كحكومة متمسّــكة بخطابها السياســي حســب الثوابت التي أعلنتها، بالرغم من حجم الضغوطات الواقعة عليها. ولكن نموذجها هذا يشــبه «بنجاحه» النماذج التي قدمتها كل الأحزاب الشمولية الحاكمة في العالم الثالث. ولكن، هل هذا هو النجاح الذي كان ينتظره الشعب الفلسطيني "الذي انتخب حمــاس"!؟ أم هو النجاح الذي حرصت عليه حماس بعقلية ومنهج الحزب الحاكم الأوحد؟! فهناك بون شاســع بين نجاح الحزب في الوصول للســلطة والبقاء فيها ،وبين نجاحه في تحقيق أهداف الشــعب العليا، والدفاع عن مصالحه الحيوية، وتمثيل قضيتــه الوطنية، وتأمــين حياة كريمة لائقة له، تشــرع أبوابها على المســتقبل ،وتتصالح مع المجتمع الدولي. |
---|