المستخلص: |
ذكــر شــلومو غازيت في كتابه «الطعــم في المصيدة» أن إســرائيل تتطلع إلى تســويات أمنية في الحل النهائي مع الفلسطينيين لا يلعب فيها «القدر» دورا. أي أنها تتطلع إلى تســويات أمنية تأخذ بعين الاعتبار، كل مطالب إسرائيل الأمنية الاستراتيجية والتكتيكية من دون أن تأخذ بعين الاعتبار أي مطلب للفلسطينيين يتعلــق بأمنهــم ووجودهم خاصة أنهــم الطرف الأضعف والمعتــدى عليه وعلى حقوقه منذ أكثر من قرن من الزمان. وعلى فرض أنــه تم التوصل لحلول لقضايا القدس والمســتوطنات والحدود والمياه وغيرها من القضايا المتعلقة بالحل النهائي، فإن المطالب الأمنية الإسرائيلية تفرغ الدولة الفلسطينية المستقلة من أي مضمون سيادي أو حتى رمزي. فمجمل المطالب الأمنية الإســرائيلية، تعني بوضوح أن الدولة الفلســطينية المســتقبلية هــي كيــان وظيفــي فرعي مقســم يتحكــم فيه موظفــون يهود يتواجــدون في المعابر البرية والجوية والبحرية لهذه الدولة، وتدار بواســطة ضباط المعســكرات والمناطق الأمنية التي تطمح إســرائيل بوجودها في الضفة الغربية في الحل النهائي. كما أن التســويات الأمنية التي تقترحها إسرائيل على الفلسطينيين في الحل النهائــي تقطعهم بشــكل غير طبيعي عــن واقعهم ومحيطهــم وامتدادهم الطبيعي مع العالم العربي والإســلامي، وتحولهــم لكيان غريب آخر في منطقة الشرق الأوسط. وعلى ضوء مطلب الفلســطينيين بدولة مستقلة ذات سيادة، ورفضهم وجود أي قوات إسرائيلية في الضفة الغربية في الحل النهائي، فإنهم سيجدون صعوبة فــي التوصل لحل مــع الدولة العبرية، التــي تتطلع لمصالحها فقــط من دون أخذ مصالح العرب أو الفلسطينيين بعين الاعتبار.
|