المستخلص: |
كـان انبعـاث رمـز العنقـاء فـي شـعر محمـود درويـش متصـلا مباشـرة بمسـار القضـية الفلسـطينية، وبمسيرته الشعرية أيضا؛ فالظهور العارم للرمز كان بعد الخروج من بيـروت وتحطـم الحلـم لديـه. كـان رمـز العنقــاء قبــل 1982 قــد ظهــر بصــورة مباشــرة مــرة واحــدة فــي ديوانــه (أحبــك، أو لا أحبــك، 1972) فــي قصيدته (سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا). ظهرت العنقاء في شعره حينها ناقصة، لكنها في (مديح الظل العالي، 1982) دعيت بعنفوان لتقوم من رمادهـا دون جـدوى، ثـم ماتـت أو كمنـت فـي الشـعر موازيـة بـذلك مواتـا واقعيـا حينمـا دخلـت القيـادة الفلسطينية في نفـق المفاوضـات، وتخلـت عـن خيـار النضـال، وكـان درويـش قريبـا مـن مصـدر القـرار حينهـا، ومطلعا على ما يجري. وكذلك ظهرت فـي بكائياتـه (ورد أقـل، 1986) لكنـه بـدأ يشـتق لهـا طريقـا أخـرى، وظهر ذلك الاشتقاق في ديوانه (أرى ما أريد، 1990)، حـين بـدأ درويـش يعلـن صـراحة رغبتـه فـي التحـول بذاته وبشعره في اتجاه آخر. هكذا، صارت العنقاء تخرج من رمـاده هـو لا مـن رمـاد شـعبه، وقـد تـوج هـذا المسار بالظهور الفـاجع للرمـز فـي ديوانـه (لمـاذا تركـت الحصـان وحيـدا؟، 1995) حيـث ظهـر رمـز العنقـاء أربع مرات، وكان لصيقا بالذات الشاعرة الفردية أكثر من لصوقه بالذات الفلسطينية الجمعية، ثم أكد تحولـه هذا الـذي طـرأ بعـد أوسـلو بتحولـه الحـاد بـالرمز ليكـون دالا علـى أسـطورته الخاصـة فـي (جداريـة محمـود درويش، 1999) بعد تجربة المرض المريرة والزيارة الكاسرة لفلسطين سنة 1996 لأول مرة منذ خروجـه منها سنة 1971، إذ أصبح له مقر إقامةٍ في رام الله، وقد برز رمز العنقاء في الجدارية أربع مرات أيضا. وبين الألم والأمل والحيرة والارتباك في (لماذا تركت الحصان وحيدا؟) كما يبرز التساؤل، والتصميم والعزيمة والحرص على الحياة كما في (الجدارية)، كـان الانبثـاق برمـز العنقـاء الخضـراء الذاتيـة فـي ديوانـه(لا تعتذر عما فعلت، 2004)، والإحساس بالانكسار في ديوانه (كزهر اللوز أو أبعد، 2006). \
The appearance of the Phoenician bird in Mahmoud Darwish's poetry is directly related with both the problem of Palestine and the poetic changes throughout his life. It appeared most strongly after he left Beirut, and the dream was broken. In 1972 the symbol of the Phoenician Bird first appeared in his book of poetry (I Love You or I don’t Love You), specifically in his poem (Sarhan Drinks Coffee in the Cafeteria). In 1982 the symbol of the Phoenician Bird appeared in the book (Praise to the High Shadow), where he talks about the Phoenician in its death which equals real death in reality. In both (Less Roses) 1986 and (I See What I Want) 1990, Darwish declares his desire to take his poetry in another direction, where the Phoenician rises from his ashes rather from the ashes of his people. In his other book (Why Did You Leave the Horse Alone?) 1995, the Phoenician appears four times, in relation to himself, not with the people of Palestine. In his book (the wall) 1999, this transformation was emphasized after a very tiring illness, marking another appearance of the Phoenician, which also occurred four times. In his book (Don’t Apologize for What You Did) 2004, the Phoenician was described as green. In 2006, it appeared in his book (Like the Blossoms of Almonds or Further) 2006, portraying the feeling of being broken. \
|