المستخلص: |
تتناول هذه الدراسة انتشار الحركة الخلوتية كما انعكست في زيارات مصطفى البكري الصديقي في القرن الثامن عشر، في كل من فلسطين وسوريا. لقد اعتمدنا في الدراسة على مخطوطات من مختلف المكتبات والجامعات الغربية والعربية، التي شقت أمامنا سبلا لمعرفة كيفية انتشار الطريقة الخلوتية، رغم الصعوبات التي واجهتها من مختلف بعض التيارات الفكرية في الدولة العثمانية، كحركة قاضي زادة وغيرها، ممن يتبع التيار الحنبلي، ممثلا بابن تيمية الذي عارض ممارسات هذا النهج، لبعده عن السنة والشريعة. لكن يبدو أن السلطة العثمانية في استانبول شجعت مثل هذه الحركات، ربما لإضفاء البعد الديني على الحكم. لا شك أن انتشار الطريقة التي لا زالت في حقلها الديني والفكري حتى يومنا هذا، لها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع العربي والإسلامي، فضلا عن البعد الديني. سنتناول في هذه الدراسة مسألة نشر الطريقة الخلوتية في كل من بيت المقدس، وسوريا في القرن الثامن عشر، كما انعكس هذا الجانب في زيارات البكري الصديقي الدمشقي، في بلاد الشام بالمفهوم العام (بيت المقدس وسوريا). لقد اعتمدنا بصورة ملحوظة في دراستنا هذه على مخطوطات نادرة للمؤلف نفسه، كنا قد حصلنا عليها من مختلف المكتبات، نخص بالذكر مكتبة الدولة في المدينة المنورة في السعودية، وكذلك جامعة برينستون، وجامعة استانبول (Princeton, Istanbul). إن الهدف الأساسي من هذه الدراسة الوقوف على الجهد الذي قام به البكري الصديقي لنشر الطريقة بدءا في سوريا، ووصولا إلى بيت المقدس، والأماكن المجاورة لها، علما بأن الطريقة نشرت أيضا في كل من مصر، والحجاز، وأماكن أخرى في القرن المذكور أعلاه. \
In this article I wish to survey the impressions of al-Bakrī (Mustafā bin Kamāl al-Dīn al-Bakrī al-Siddīqī, d. 1749) of his visit to Syria and Jerusale in 1710, as documented in his al-Khamra al-mahsiyya fī al-rihla al-Qudsiyya, (The Sipped Drink on a Journey to Jerusalem) which he began writing during his stay in Palestine. In his manuscript al-Bakrī describes not only the places he visited but also the religious, social and cultural life of the Muslims there. His second journey to Syria and Jerusalem, in 1714, is described in alKhatarāt al-thāniya al-insiyya lil-rawda al-dāniya al-qudsiyya, (The Second Friendly Gait to the Nearby Garden of Jerusalem). Al-Bakrī's desire to visit Jerusalem clearly had a religious and historical motivation. However, it appears that he had another objective as well, namely to bring new members into the Khalwatī Order, and to visit holy sites in Palestine. Al-Bakrī was the head (shaykh) of the Khalwatī Order in Syria and Palestine and did much to enhance the order's status in the eighteenth century. To the best of our knowledge the Khalwatī Order originated in Anatolia and the Caucasus. It penetrated into Istanbul in the fifteenth century and from there it spread to Syria and Palestine, Egypt and Hejaz. \
|