المصدر: | مجلة الدراسات الفلسطينية |
---|---|
الناشر: | مؤسسة الدراسات الفلسطينية |
المؤلف الرئيسي: | الشريف، ماهر (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع99 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الشهر: | صيف |
الصفحات: | 68 - 96 |
DOI: |
10.12816/0020284 |
ISSN: |
2219-2077 |
رقم MD: | 632075 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
لقد حاولت في هذه الدراسة، وأنا غير المتخصص بالتاريخ القديم، أن أعرض الإشكاليات التي واجهها الباحثون العرب المتخصصون بهذا الحقل لدى دراستهم تاريخ فلسطين القديم، إذ تمثل دراستي هذه جزءاً من بحث موسع أشتغل عليه منذ فترة ـ وآمل بأن أنجح في إنجازه ـ عن "فلسطين في الكتابة التاريخية العربية ،"وهو بحث سيتناول دراسات عدد من الباحثين العرب الذين قاربوا تاريخ فلسطين في عصوره المختلفة: القديم، والإسلامي ،والعثماني، والمعاصر ،وسيركز، بصورة خاصة، على الإشكاليات التي واجهها هؤلاء الباحثون وعلى المصادر والمراجع التي اعتمدوها. وسأختم هذه الدراسة بالاستخلاصات الأربعة التالية: 1- إن مساهمة الباحثين العرب في دراسة تاريخ فلسطين القديم مساهمة حديثة ولا تزال محدودة، ولعل السبب في هذا يعود إلى ضعف مشاركة هؤلاء الباحثين، وخصوصاً من تخصص منهم بعلم الآثار، في عمليات التنقيب والكشف الأثرية. وكما يذكر معاوية إبراهيم، فإنه لم يكن بين العرب سوى قلة قليلة اهتمت بالآثار الفلسطينية، وبقيت دائرة الآثار التي تأسست في فلسطين في سنة 1923 تدار من قبل الإنجليز حتى سنة 1956. ولدى تأسيس الجامعة الأردنية في سنة 1962، أقيم قسم للتاريخ والآثار، ثم تأسس، في سنة 1984، معهد للآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك. أما في سورية، فقد تم افتتاح معهد الآثار والتراث الفلسطيني في سنة 1982 في دمشق، بمبادرة من المؤرخ وعالم الآثار الفلسطيني شوقي شعث. وأصبحت مهمة علماء الآثار العرب أصعب كثيرا بعد قيام إسرائيل، في سنة 1967، بالسًيطرة على كامل أرض فلسطين ،بما فيها مدينة القدس العربية، الأمر الذي جعلها تحتكر عمليات التنقيب والبحث. 2- إن الثغرة الكبرى في تاريخ فلسطين القديم لا تزال تتمثل في ضعف مساهمة الباحثين العرب في دراسة المراحل التاريخية التي سبقت بدايات "العصر الحديدي"، في حدود سنة 1200 قبل الميلاد. وهي ثغرة تشكل، إلى حد ما ،عقبة أمام كتابة تاريخ فلسطين القديم كموضوع قائم بذاته، يندرج في حقل "الدراسات الحضارية"، ويتناول ـ كما يدعو إلى ذلك كيث وايتلايم ـ الاقتصاد والسكان والاستيطان والأديان والأيديولوجيات الخاصة بفلسطين بصورة عامة. 3- لقد برز بين الباحثين العرب في تاريخ فلسطين القديمة ـ الذين ركزوا على "العصر الحديدي" وما بعده، وحاولوا دحض نتائج الدراسات التوراتية ـ تياران: الأول، استند إلى علم الآثار وإلى المكتشفات الأثرية، وجعل الأرض الفلسطينية حقل دراسته، والثاني استند إلى علم اللغات القديمة وإلى نهج المقابلة اللغوية، وافترض أن شبه الجزيرة العربية أو اليمن هما موطن بني إسرائيل وأرض التوراة. ولم يقتصر الخلاف بين أنصار هذين التيارين على هذه القضية فحسب، بل شمل أيضاً أصل الفلسطينيين وأصل تسميتهم، إذ قدر أنصار التيار الأول أن الفلسطينيين يعودون بأصولهم إلى جزيرة كريت وجزر بحر إيجه ،أو أنهم كانوا سكان فلسطين أصلاً وامتزجوا بشعوب البحر، بينما يرفض أنصار التيار الثاني فكرة الأصول الإغريقية للفلسطينيين ،ويرى أنهم نزحوا إلى فلسطين من غرب شبه الجزيرة العربية، مثلهم مثل الكنعانيين، أو أن أصولهم تعود إلى قبائل اليمن القديم. 4- لقد توصل الباحثون العرب الذين خلصوا إلى أنه كان لليهود حضور سياسي ما في فلسطين في الألف الأول قبل الميلاد ،إلى أن التوراة لم تعد تشكل مرجعاً يعكس الحقائق التاريخية. وهذا الاستخلاص كان قد تبناه قبلهم كثير من المؤرخين وعلماء الآثار الغربيين، فضلاً عن عدد من المؤرخين وعلماء الآثار الإسرائيليين من تيار "المؤرخين الجدد"، وفي مقدمهم يسرائيل فنكلشتاين، مدير معهد علم الآثار التابع لجامعة تل أبيب، والذي يؤكد أن تنقيبات علماء الآثار الإسرائيليين لم تتوصل إلى مكتشفات أثرية تزكي صحة بعض القصص الواردة في التوراة، بما في ذلك قصص الخروج من مصر، والتيه في الصحراء، وغزو كنعان، ومملكة داود الموحدة. وكان فنكلشتاين توصل منذ سنة 2001، عند صدور كتابه المشترك مع عالم الآثار نيل آشر سيلبرمان، إلى خلاصة فحواها أن العالم الذي كتب فيه التوراة "لم تكن له علاقة بمملكة موهومة مزروعة بمدن ومسكونة بأبطال." فالتوراة ظهرت "في مملكة يهودا، في حدود نهاية القرن السابع قبل الميلاد"، وتكونت من "تجميع غني" لقصص تاريخية، وذكريات ،وأساطير، وحكايات شعبية، وأمثال ،وقصائد قديمة. ويضيف الباحث نفسه أن زعماء القدس، في عهد مملكة يهودا ،قاموا بحملة صارمة للتطهير الديني عبر البلاد، و"جعلوا من الهيكل المطل على القدس المكان الوحيد الشرعي للعبادة ، فولدت الديانة التوحيدية من هذا الابتكار ". وفي الوقت ذاته، طمح زعماء يهودا "إلى تحويل الهيكل والقصر الملكي في القدس إلى مركز روحي وإداري لمملكة يهودية شاسعة، معيدين خلق المملكة الأسطورية لداود وسليمان." ثم أخذت القدس فجأة ،وفي مرحلة لاحقة، "تحتل مكانة مركزية في الوعي اليهودي، ونجحت التوراة في إقناع العالم بأسره بأن القدس لعبت، في كل الأزمنة، دورا مركزياً في تجربة إسرائيل القديمة، وأن المنًحدرين من داود كانوا يتمتعون بقداسة خاصة، في حين أنهم كانوا يشكلون، في الواقع، عشيرة أرستقراطية لا تختلف عن العشائر الأخرى، يحاربون بشدة للبقاء في السلطة." بيد أن المكتشفات الأثرية الحديثة تبين ـ كما يتابع فنكلشتاين ـ أن حجم مدينة القدس، في تلك الفترة، كان "محدودا جدا"، إذ إن عمارة المدينة، في القرن السابع قًبل الًميلاد، كانت "تغطي في أحسن الأحوال مساحة لا تتجاوز ستين هكتارا، وهو ما يمثل نصف مدينة القدس القديمًة الراهنة. وكان مجموع عدد سكانها في حدود 15.000، مما يجعلها تشبه أي بلدة صغيرة في الشرق الأوسط |
---|---|
ISSN: |
2219-2077 |