ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مقاربة أنثروبولوجية لظاهرة النطوطة في حياتنا العربية المعاصرة

المصدر: الموقف الأدبي
الناشر: اتحاد الكتاب العرب
المؤلف الرئيسي: دياب، عز الدين (مؤلف)
المجلد/العدد: مج43, ع521
محكمة: نعم
الدولة: سوريا
التاريخ الميلادي: 2014
الشهر: أيلول
الصفحات: 75 - 82
رقم MD: 632481
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

27

حفظ في:
المستخلص: إن التأطير الأنثروبولوجي لظاهرة النطوطة يجعلنا ندعي أنه ساعد المقاربة على تحديد خصائص شخصية النطاط الاجتماعية، وإبراز العديد من المحددات الثقافية الكفيلة بوضع النقاط على الحروف التي تظهر بوضوح لا لبس فيه الدور الاجتماعي /الثقافي الذي يشغله النطاط داخل البناء الثقافي العربي. وأرادت المقاربة أن تصل إلى غايتها النهائية المتمثلة في تعرية السلوك الاجتماعي /الثقافي الذي يمارسه ويلعبه النطاط، معتمدة على ما يسمى "الخيال الاجتماعي " الذي يميز بدقة بين السلوك السوي ونقيضه. إن المقاربة وقد مضت بتحليل ظاهرة النطوطة وشبكة العلاقات التي تقيمها داخل البناء الاجتماعي العربي، لمعرفة أسباب حضور وتفاقم هذه الظاهرة في حياتنا العربية، فإنها تدرك أن ما قامت به من تحليل لا يغطي كل جوانب ظاهرة النطوطة، وحسبها أن تؤكد على ما بينها، وبين بقبة الظواهر العلة من ترابط وتساند وظيفي يطول مستقبلا سلامة البناء الاجتماعي العربي، ويؤهله للانقسامات والحروب، وهروب الكفاءات إلى الخارج، وأن يكون موطئ قدم للقوى التي تتربص به، أي بمستقبله. بحيث يكون المستقبل العربي على الصورة التي تديرها تلك القوى. وحسب المقاربة أن تقول إذ ظاهرة [النطوطة] كثرت ف الحياة العربية الراهنة بقوة فاعل ألا وهو الاستبداد، وثقافة الغلبة، والمناصرة العائلية، والعشائرية ومبدأ فرق تسد. وشأن ظاهرة (النطوطة] شأن الظواهر البنائية العلة تظهر في المجتمع العربي، وتتكاثر بني أفراده وبناه الاجتماعية بقوة الجهل وهيمنة ثقافته - ثقافة المغالبة والغلبة العشائرية على اختلاف مضامينها - وما لها من أنصار ومؤيدين وأتباع في العائلة، و الفخذ، والبطن، على حد قول ابن خلدون، والقبيلة والعشيرة. والملة، وما لها أيضا من ثقافة الشطار والزعار، التي تتناغم وتتساند وظيفيا معها. وكم أخبرنا التاريخ العربي من أدوار شغلها الذعار والشطار في الحياة العربية الماضية. عندما كانوا يتدخلون في سياسة الحكم و المحاكم؟ وكم من حاكم أذعن لهؤلاء وشاطرهم رغباتهم وأهواءهم، من أجل أن يكونوا في نهاية الأمر، سندا له ضد الرعية، ومن في حكمها. والحقيقة المرة التي خلصت إليها المقاربة أن الحياة العربية الراهنة مفتوحة على ظاهرة النطوطة بكل أنساقها البنائية: الاقتصادية، والسياسية والثقافية والاجتماعية والعسكرية. ألا يشكل لك هؤلاء، أقصد من نط إلى قمة المسؤولية على اختلاف مضامينها وفعالياتها في كثير من الأقطار العربية، وما استحوذ من مال وسلطان وسطوة دالة على أن الأبواب مفتوحة للنطاطين ومن في حكمهم من ركاب العربة الذهبية!