ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العلائق الخفية بين تحفة النظار لابن بطوطة الطنجي ورحلات السندباد البحري

المصدر: الموقف الأدبي
الناشر: اتحاد الكتاب العرب
المؤلف الرئيسي: قداح، رؤى حسين (مؤلف)
المجلد/العدد: مج43, ع524
محكمة: نعم
الدولة: سوريا
التاريخ الميلادي: 2014
الشهر: كانون الأول
الصفحات: 69 - 80
رقم MD: 632799
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

45

حفظ في:
المستخلص: بعد أن وقفنا على وجوه التشابه بين رحلة ابن بطوطة ورحلات السندباد البحري -أن العلة المنطقية لذلك التشابه بين شخصية ابن بطوطة وشخصية السندباد تكمن في أن كليهما رحالة مثالي، فابن بطوطة هو الرحالة المثالي الذي كاد أن يكون الرحالة الوحيد المتمتع بهذه الصفة في تاريخ الأدب العربي القديم، إذ لا يشاركه في هذه الصفة إلا أبو حامد الغرناطي. ونعني بالرحالة المثالي الرحالة الطلعة المغامر الذي يرحل مدفوعا بنشوة الترحال في آفاق رحبة غير محددة بأهداف وغايات تنتهي الرحلة بانتهائها. وإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء وجدنا أن جميع الرحالة العرب السابقين لابن بطوطة لم يكونوا رحالة مثاليين، فرحلة عبادة بن الصامت ورحلة تميم الداري كانتا لأسباب دينية، ورحلة سلام الترجمان ورحلة محمد بن موسى المنجم كانتا لأسباب سياسية خفية ودينية معلنة، ورحلة ابن فضلان كانت سفارة ذات طابع ديني وسياسي، ورحلة ناصر خسرو كانت بدوافع فلسفية ومن ثم دينية وسياسية، ورحلة المقدسي ورحلة المسعودي ورحلة الإصطخري كانت بدافع الإبداع في مجالات فكرية كالتاريخ والجغرافية فضلا عن الأسباب الاقتصادية والمذهبية، ورحلة أبي دلف الأولى كانت سفارة إلى الصين، ورحلة هارون بن يحيى كانت نتاج الأسر، ورحلة تميم بن بحر المتطوعي كانت نتاج عمله في البريد، ورحلات ابن رشيد والعبدري والتجيبي وابن جبير كانت لغرض ديني صرف، فضلا عن الرغبة في تلقي العلم لدى الرحالة المغارية، ورحلة التجاني كانت لأسباب سياسية في المقام الأول. أما ابن بطوطة فقد رحل مدفوعا بهاجس الترحال ليختبر متعة الكشف والمغامرة والخطر، ويتعرف عوالم جديدة خارج قوقعة وطنه الصغير ومؤلف رحلة السندباد اختار لرحلاته رحالة مثاليا يرحل لغرض الترحال، وسرعان ما كان ينسى المخاطر والأهوال حين كان يرى المسافرين يعودون إلى بلادهم فتتوق نفسه إلى مغامرة جديدة وكشف جديد، ولو كان مبدع رحلات السندباد اختار لرحلاته بطلا عاديا يرحل من أجل التجارة أو غيرها لما وصلتنا رحلات السندباد، فأهوال رحلات السندباد الاستثنائية تتطلب أيضا بطلا استثنائيا من طراز فريد، ولما كانت المغامرة سمة من سمات روح الشباب وروح الرحالة معا، فقد رأينا كلا الرحالتين يعود بعد أن انطفأت جذوة الشباب ليبحث عن وطنه الصغير ليرتاح فيه بعد طول ارتحال، ويروي لسامعيه حكايات ثورة الشباب في عوالم غريبة. أما تشابه بعض المواقف الذاتية والأساطير والأخبار فلا يمكننا أن نعزوه إلى مسألة التأثر والتأثير بسبب اختلاف آراء الباحثين حول زمن تأليف رحلات السندباد، ولكن يمكننا أن نقدم احتمالين لتعليل هذا التشابه، وقد تثبت الأبحاث اللاحقة صحة أحدهما إذا ما استطاع الباحثون تحديد زمن تأليف رحلات السندباد على وجه اليقين. فإذا كانت رحلات السندباد قد ظهرت في عهد هارون الرشيد أو بعده بقليل فهذا يعني أن هذه الرحلات كانت معروفة في البلاد المشرقية التي زارها ابن بطوطة، ومن الطبيعي حينها أن يكون قد اطلع عليها أو سمع بها واستوحى منها بعض ما قدمه في رحلته. أما إذا كانت رحلات السندباد لم تر النور إلا في زمن متأخر لتصبح معاصرة لابن بطوطة أو لاحقة له، كما يرى د. فوزي ود. القلماوي فإن التعليل المنطقي لذلك التشابه هو وحدة المصادر التي استقى منها ابن بطوطة ومؤلف رحلة السندباد مادة كتابيهما.

عناصر مشابهة