ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







كلمة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في افتتاح الندوة

المصدر: ندوة السياسات السكانية: منظور إسلامي إقتصادي
الناشر: جامعة الأزهر - مركز صالح عبدالله كامل للاقتصاد الاسلامي
المؤلف الرئيسي: طنطاوي، محمد سيد، ت. 2010 م. (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2006
مكان انعقاد المؤتمر: القاهرة
الهيئة المسؤولة: مركز صالح عبدالله كامل للاقتصاد الإسلامي - جامعة الأزهر
التاريخ الهجري: 1427
الشهر: صفر / مارس
الصفحات: 1 - 14
رقم MD: 63805
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

15

حفظ في:
المستخلص: أن هذه المسألة تختلف من أسرة إلى أسرة، ومن قطر إلى قطر على حسب الظروف والأحوال والإمكانيات. سابعا: هل الدين يدعو إلى اتخاذ وسائل معينة لتنظيم الأسرة؟ الجواب؛ أن الدين يدعو إلى الحياة السعيدة بين الزوجين ويرسم لهما طريقهما ويحدد لهما ما هو حلال وما هو حرام، ثم بعد ذلك يعيطهما الحرية الكافية لتصريف حياتهما في إطار شريعة الله تعالى ومكارم الأخلاق. وظروف تنظيم النسل أو الأسرة كانت في القديم مقصورة على (العزل) وهو قذف النطفة بعيدا عن الرحم عند الإحساس بنزولها. وقد ثبت في الصحيحين عن جابر بن عبد الله قال؛ كنا نعزل على عهد رسل الله صلي الله عليه وسلم والقران ينزل. وفي رواية للإمام سلم عن جابر أيضا قال: كنا نعزل على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم، فبلغه ذلك فلم ينهنا. ثم تطورت طريقة تنظيم النسل بمرور الأيام وابتكر الأطباء أنواعا كثيرة لهذا الغرض، منها ما يؤخذ عن طريق الفم، ومنها ما يؤخذ عن طريق الحقن، ومنها اللوالب المعدنية إلى غير ذلك من الوسائل. وكل هذه الوسائل لا يعارضها الدين مادامت لا تتنافى مع آدابه، ومادام قد حكم الأطباء الثقات بصلاحيتها وعدم حدوث ضرر من استعمالها. ثامنا: هل يتنافى تنظيم الأسرة مع الإيمان بقضاء الله وقدره؟ والجواب: أنه لا تنافي بين تنظيم الأسرة وبين الإيمان بقضاء الله وقدره، لآن تنظيم الأسرة ما هو إلا لون من مباشرة الأسباب التي أمرنا الله تعالى بمباشرتها لتنظيم حياتنا. وهذه الأسباب قد تنجح وقد لا تنجح، وقد تتخذ المرأة وسائل منع الحمل لفترة معينة مع ذلك يأتي الحمل، كما أن المريض قد يذهب إلى الطيب فيعطيه علاجا معينا، ولكن هذا العلاج قد يؤدي إلى الشفاء وقد لا يؤدي إلى ذلك. ونحن مطالبون دينيا وعقليا بمباشرة الأسباب التي شرعها الله تعالى لنجاحنا في الحياة، مع إيماننا المطلق بأن ما قدره الله وقضاه لابد أن يكون، إلا أن ما قدره الله وقضاه نحن لا نعلمه ولا نعرفه، لأن مرده إليه وحده، وهو سبحانه علام الغيوب، ورحم الله القائل: إنما الغيب كتاب صانه عن .. عيون الخلق رب العالمين ليس يبدو منه للناس سوى .. صفحة الحاضر حينا بد حين وإذن فتنظيم الآسرة لا يتعارض إطلاقا مع الإيمان بالقضاء والقدر لأن ما قدره الله سبحانه نحن لا نعلمه، وإنما نحن نباشر الأسباب، ثم نكل النتائج له سبحانه يصرفها كيف شاء (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).