المستخلص: |
ظلت وما زالت أغاني الأطفال الشعبية طيلة التاريخ الاجتماعي للحياة الإنسانية، ذلك المعين الدافق الذي ينهل منه الأطفال الصغار، بل والشباب مفرداتهم اللغوية، ومشاعرهم الاجتماعية ومصدراً لإنماء مخزونهم المعرفي، ووسطاً لتشكيل شخصياتهم الاجتماعية المتفردة، وذاتاً تميزهم عن بعضهم البعض، إذ بحكم بساطة أغاني الأطفال الشعبية، وسهولة معانيها، وتلقائية أدائها، فإن الأطفال يحتكون بها وسط الجماعة منذ نعومة أظفارهم، يقلدونها، ويتشربون من خلالها عادات المجتمع ومعاييره الاجتماعية، ويضبطون سلوكهم، ويعون خصائص الأشياء، ومعاني استجابات الآخرين الذين يتفاعلون معهم، ومن خلالها يتعرفون على البيئة الطبيعية، وكل ما يحيط بهم من اتجاهات وقيم، أفكار ورموز، وأدوار اجتماعية تمكنهم من الإندماج مع الجماعة أو المجتمع.
|