ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الرواسي تصير هباء : المفارقة و التضاد في صميم مرافي الوهم لليلى الأطرش

المصدر: مجلة المجمع
الناشر: أكاديمية القاسمي -مجمع القاسمي للغة العربية
المؤلف الرئيسي: كتاني، ياسين (مؤلف)
المجلد/العدد: ع5
محكمة: نعم
الدولة: فلسطين
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: 1432
الصفحات: 239 - 256
ISSN: 2077-3587
رقم MD: 638342
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

14

حفظ في:
المستخلص: تستدعي مرافئ الوهم في رأينا مقاربة مغايرة. نظرا لمبناها المتميز الذي تقوم في صلبه ثنائيات متضادة ومفارقات، تقلقل القراءة الخطية المعتادة. بخلاف من يرى بأن هذه الرواية قد تخلت عن محاولات التجريب في الأشكال واتجهت نحو الكتابة في موضوعات العلاقة العاطفية التي ظلت الرواية العربية تخوض فيها. وعلى أساس هذه المقاربة التي نطرحها. لا تستخلص الدلالة في مرافئ الوهم من خلال المضامين التي تطفو على سطح الرواية، وإنما من خلال الصيغة الحداثية التي تسكن بنية هذا العمل، من مفارقات ومنظومة من الثنائيات المتضادة. الاستعارة الكلية للنص تفيد بأن لا شيء في هذا العالم يقيني. جميع الرواسي تصير هباء. فالزمن ليس زمن الحب الإنساني، وكل ما يبدو مرفأ آمنا لا يعدو في الحقيقة أن يكون وهما. يختبئ الواقع الفلسطيني بعد أوسلو خلف هذا المغزى: الطمأنينة الموهومة. والدعة المخاتلة. والسلام الخلب والأوهام المتبددة. أول ما يلفت النظر من هذه المفارقات والثنائيات المتضادة في هذا الشكل الحداثي المراوغ هو العنوان الذي يكمن التضاد في اجتماع لفظيه المتناقضين، باعتبار العنوان هو النص الموازي الذي يطوق الدلالة العامة، وتلفت النظر كذلك التبدلات التي ترافق القارئ خلال سيرورة القراءة حول الحكاية الرئيسية والبطولة، ويلتبس على القارئ أيضا المغزى في اختيار المكان، فيتوهم للوهلة الأولى أن لاختيار لندن مسرحا للأحداث هدفا ومغزى، فإذا بذلك التوقع وهم، ولا يغير شيئا أن تكون لندن هي المكان الذي تجري فيه الأحداث أو مدينة أخرى غيرها. أما انفراط العضوية من خلال شخصيتين رئيسيتين تستقل كل منهما في عالم خاص بها، فلا يعدو أن يكون تمويها ووهما لمن اعتاد القراءة الخطية التقليدية، لأن العضوية في هذه الرواية تتحقق عبر قراءة تستقصي إمكانيات النص وتتحقق عبر اكتشاف تقنيات التناظر والتوازي المغيبة في التشظي. لكن العنصر الأهم من عناصر المفارقة والتضاد أن الرواية كتبت بحس فني مرهف. وبلغة شعرية حداثية مكثفة وغنية بالاستعارات ووجوه المجاز، على نحو مغاير لقشرة الواقع التقليدي الذي يبدو في المضمون. إذا كان لهذا المبنى المراوغ القلق من مغزى، فإنه عدم اليقين. كما تقدم، وغياب الحب والمرافئ الآمنة. وهذا ما يعكس واقع المرحلة الراهنة التي يكتب من وحيها هذا الأدب الرفيع.

ISSN: 2077-3587

عناصر مشابهة