المستخلص: |
إن الكاتبة في السيرة الذاتية النسائية ليست هي الراوية، وعليه رأينا أن نقوم بقراءة نوال السعداوي الراوية وهي على مسافة من الكاتبة نوال السعداوي. من المكن اعتبار التمرد على الأعراف وكسر القيود الاجتماعية، والتغلب على كل صعاب الواقع والتطلع إلى التحرر أهم باعث يمكن أن يميز السيرة الذاتية النسائية في العصر الحديث. هذا الباعث يتميز به الخطاب النسائي الحديث على جميع المستويات، ويتحقق بشكل واقعي في السيرة الذاتية، فالمرأة تسعي إلى إعلان ذاتها كامرأة بشكل أقوى من الرجل. في نموذج نوال السعداوي لا يتجلى خوف الكاتبة من سيرتها الذاتية، فلا تخاف البوح عن مكنونات حياتها وهي تعرف ثمن ذلك البوح ولا تخشاه، فعندما كان الكلام عن الأنثى ومعاناتها ممنوعا تكلمت نوال السعداوي، وعندما كان الحديث عن تجاوزات المجتمع واستضعافه للمرأة حراما تحدثت وتوالت قصصها حكايا تقلب المواجع، وتكشف المستور، وتعري المحجوب عن الأعين وعن الأذهان، لتضع يدها على مواضع الجروح في كيان المرأة الروحي والجسدي. هذا المنحى عند السعداوي هو من أجل استصراخ ضمير القارئ على هذا الغبن الذي ألحق بالمرأة، فجاءت النصوص بهذه المضامين. وعند قراءة نصوص نوال السعداوي نلحظ أن سيرة نوال السعداوي هي من أكثر الأعمال السيرية التصاقا بهذه الدوافع العاطفية.
|