المستخلص: |
إن شعر مفدي زكرياء: حارب الخرافات والبدع والضلالات التي أشاعها الاستعمار لغرض مسخ وفسخ شخصية الجزائر وتدنيسها، فتصدى لمحاربتها بالكلمة الصادقة فقوله الشعري كان أكثر من رشاش أو مدفع. يمثل الشعر عنده رسالة وظيفتها متعددة المهام وتصب جلها في تقويم ملوك الإنسان الجزائري على المنهج الإسلامي. الحضور القوي للمعاني القرأنية في شعر مفدي زكريا مستلهما معانيها الأصيلة وتوظيفها في صورة جمالية جديدة وكأنها مولود جديد ونذكر مثالا من شعره للتأكيد على استعمال القرآن الكريم بصورة إبداعية وجمالية يقول: بلادي عرفت الله في قسماتها وأمنت أن الله ليس له ثاني في هذا البيت يجسد أكثر من آية قرآنية التي تدل على الوحدانية، وأيضا سورة الإخلاص بكاملها وخاصة في قوله: في كل شيء له آية تدل على أنه واحد والله في كل تحريكة وتسكينة أبدا شاهد. هكذا أراد زكريا أن الشعر رسالة تنبض بمعاني سامية تحمل قيما في جل ميادين حياة الإنسان قيم تربوية وأخلاقية واقتصادية ودينية.
|