المستخلص: |
إن فكرة السلام في الإسلام فكرة أصيلة عميقة، تتصل اتصالا وثيقا بطبيعته. وإن السلام في الإسلام هو القاعدة الثابتة الدائمة، وغيره هو الاستثناء. فالأصل في الإسلام إنشاء العلاقات الدولية المبنية على السلام لا الحرب. وإن السلام الشامل في الإسلام لا يتجزأ، إنما هو وحدة كاملة متكاملة لجميع جوانب الحياة. لأن السلام في الإسلام يحقق للفرد والجماعة الحرية والعدالة. والسلام في الإسلام يبتدئ من ضمير الفرد، وينتقل إلى محيط الأسرة، ثم تتوسع دائرته إلى المجتمع، ويمتد إلى الشعوب والأمم. فالسلام وحده هو المنقذ للحضارة من الدمار وللإنسان من الموت، فهو الموجه لاستخدام الإبداع الفني والتقدم العلمي لرفاهية الإنسان، وهو الحاشد لجمهرة العلماء والخبراء والمهندسين لمزيد من الإنتاج، وهو الكفيل بتسخير الأموال لإعمار الأرض وزراعتها، والقضاء على الأمراض والأوبئة بدلا من شراء الأسلحة وتصنيعها. والأصل في المسلم هو طلب العافية دائما وعدم تمني محاربة العدو ومن باب أولى أن لا يتسبب في إيذاء المسلمين ومحاربتهم. وعلى دعاة التكفير والتفجير الاستفادة من قاعدة السلم الذهبية التي أطلقها سيدنا عمر بن الخطاب ((قد آثرت سلامة المسلمين))، معللا بذلك أمره لأمراء الجيش في أفريقيا بوقف المعارك وحثهم على الصلح والسلم.
|