المستخلص: |
عرفت البلاد التونسية خلال الفترة الاستعمارية انتشارا واسعا للمخدرات. وقد انقسمت هذه الأخيرة إلى صنفين كبيرين هما: المخدرات الخطيرة جدا والمتأتية خاصة من نبتة الأفيون (كالمورفين والهيروين) والمخدرات الأقل خطورة وهي المكيفات المستخرجة من نبات القنب الهندي وأشهرها على الإطلاق مادة التكروري. وقد أبدت السلطات الاستعمارية مواقف متضاربة فيما يخص تجارة المخدرات. ذلك أنها احتكرت من ناحية إنتاج القنب وتصنيع التكروري وترويجه للناس، وفي الآن نفسه قاومت تجارة المخدرات المستخرجة من الأفيون كالهيروين والمورفين وذلك بما أمكن لها من تشريعات وقوانين هدفت للضرب على أيادي التجار والمتعاطين لهذا الصنف الخطير. كما كان للمفاتي دورا هاما في مقاومة هذه الظاهرة حيث أقروا بتحريم تعاطي المخدرات مهما كان نوعها. إلا أن نتائج هذه السياسة لم تكن فعالة نظرا لمحدودية الإجراءات الأمنية والتشريعية.
|