المستخلص: |
إن الفقر لا يعتبره الإسلام نقيصة في الإنسان ، كما لم يجعل الغنى دليلا للكرامة ، فقال تعالى : " فأما الإنسان إذا ما بتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ، كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحضون على طعام المسكين " ، لذا أمر الإسلام بالتكافل بين أفراد المسلمين ، و ضَمِن للفقراء حقهم في أموال الأغنياء عن طريق التكافل الإلزامي كالزكاة ، والاختياري كالوقف والهبات والوصايا والصدقات التطوعية . ونظرا للصبغة غير الإلزامية للوقف ، لا بد من دعم هذه الوسيلة بكل الطرق الممكنة ، والبحث في الطرق الممكنة لتفعيلها ، وهذا بهدف بعثها من جديد بطرق أكثر ملاءمة للاقتصاد الحديث ، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من الوقف . ويدخل وقف النقود في هذا المجال ، إذ يمثل طريقة جديدة لدعم دور الأوقاف في التخفيف من حدة الفوارق الاجتماعية . وسوف نعالج هذا الموضوع من خلال التطرق إلى أهمية الوقف ودوره ، وأهمية النقود في النشاط الاقتصادي ، ومدى قدرتها على تحقيق الاندماج الاقتصادي لذوي الحاجة من خلال الوقف ، وهذا باقتراح صيغ عملية في مجال وقف النقود .
|