المستخلص: |
القرآن الكريم مفخرة للعرب، إذ لم يتح لأمة من الأمم كتاب مثله من حيث البلاغة والتأثير في النفوس، فهو معجزة بيانية، ومن الطبيعي ألا تمر هذه المعجزة بحياة العرب دون أن تؤثر في أدبهم فلمسنا أثره البليغ في اللغة والأسلوب، والمعاني والأفكار والصور والأخيلة.... وليس في نيتنا الكلام عن الخصائص الفنية لأسلوب القرآن فقد عقدت لذلك دراسات عديدة منذ أن فقه العرب هذا السفر الجليل، ومازالت هذه الدراسات تتوالى وتحوم حوله دون أن تقع على سر إعجازه وبلاغته (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا)( ).. وظل بعد طول الدرس والتحليل "قرآنا" لا هو بشعر ولا هو بنثر، إنما الذي يعنينا هو الوقوف على سفر هذا النص المعجز إلى الشعر العربي وتلمس مختلف تجلياته... ولأن الموضوع متشعب وكبير والمجال لا يسع لأكثر من نموذج اخترنا "شعر الفرزدق" كنموذج، حيث كان القرآن الكريم رافدا من الروافد التي أمدت شعر الفرزدق سواء في المعاني والأفكار أو في الألفاظ والأساليب أو في الصورة الفنية والخيال...
|