المصدر: | مجلة الخطاب |
---|---|
الناشر: | جامعة مولود معمري تيزي وزو - كلية الآداب واللغات - مخبر تحليل الخطاب |
المؤلف الرئيسي: | الطاهري، بديعة (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع4 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الجزائر |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الشهر: | يناير |
الصفحات: | 11 - 32 |
ISSN: |
1112-7082 |
رقم MD: | 648891 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
أن النص، رغم ما يوحي به من بساطة البناء، فهو يخفي من البنيات ما يجعله نصا روائيا يحاور نصوصا خارجية، يستفيد من بعض تقنياتها، ولكنه يدافع دوما عن بنيته، بحيث يخرج بالنص الخارجي عن أهدافه، كالتوثيق بالنسبة للتاريخ، وتأكيد الكرامة بالنسبة للمناقب، والبطولة بالنسبة للحكاية، موظفا في الآن نفسه آليات روائية عدة مثل الحوار والمنولوج، ويقدم لنا من تقنيات الكتابة الروائية ما يجعله رواية تمثل انفتاحا مستمرا يتيح عند كل نهاية بداية جديدة. إنها بنيات تميز النص وتجعله يمتلك خصوصيته كرواية تبحث عن نفسها، وترتبط بواقعها وتأسس هويتها، لكننا نلاحظ أنها في مسيرتها تلك تدخل أيضا باب التجديد فيصبح الخطاب التراثي ذا وظيفة مزدوجة، تجعله الأولي مساهما في خصوصية الرواية ومحليتها، وتجعله الثانية وسيلة من وسائل التجديد، لأن الروائي العربي عامة، توجه نحو التراث خلال مرحلة أصبح فيها الأسلوب الواقعي أسلوبا مبتذلا، وأصبحت الحاجة إلي تجديد الخطاب الروائي ملحة. فنحت بذلك الرواية منحيين: - منحي دفعها إلي الاهتمام بالتراث لاستلهام مادته وأسلوبه، - ومنحي آثر الكتابة الغربية وما تتيحه من وسائل وتقنيات تسهم في الخروج من مأزق الخطاب الكلاسيكي. وقد كان التوجه إلي الخطاب التراثي ناجعا، لغني تراثنا العربي وتنوعه بتنوع المناطق العربية والمغربية وتوزعه بين خطاب تراثي شفاهي وآخر مكتوب، جعل الرواية تنفتح علي آفاق واسعة وفضاءات رحبة، همها ليس الاحتفاء بالتراث، وإنما إعادة توظيفه لاكتشاف طاقاته الفنية واستثمارها، ولجعله موقفا ورؤيا العالم عبرها يكشف الروائي عن قضايا متعددة، وأسئلة شائكة. وهكذا مكنت هذه النصوص التراثية رواية جارات أبي موسي من التذكير ببعض اللحظات المعتمة في التاريخ المغربي (خاصة وان التاريخ الرسمي لا يقف سوي علي اللحظات المشرقة)، بما فيها الظلم والفقر والتهميش الذي عاشه الإنسان المغربي، وهي حالات تجد لها امتدادا في الحاضر. كما مكن التراث من إعادة النظر في بعض الثوابت والمقدسات التي صنعتها عقلية مخزنية، وجعل الرواية تقول ما لا يمكن قوله في الحالات الاعتيادية، وداخل الحياة اليومية. وبهذا يمكننا أن نقول إن رواية جارات أبي موسي استطاعت أن تصور الضعف والهزيمة والاختلال، وأن تدعو إلي التحرر من الخوف لمواجهة ما نراه ثابتا ومقدسا قصد التغيير والتجديد، بلغة رصينة بعيدة عن الخطابات الإيديولوجية المندفعة. وبطريقة غير مصطنعة تبتعد عن استثمار التراث بطريقة تعسفية تثقل النص وتلغي روائيته. فالتراث ركيزة أساس في بناء الرواية عبر التجذير التاريخي، وعبر السجل اللغوي، لكن الكاتب استطاع أن يصوغ ذلك في قالب روائي جعل تلك البنيات تتداخل وتنصهر لتشكل كلا روائيا منسجما. مما يعني أن تأصيل الرواية يقتضي معرفة التراث أولا، ومرونة في المواقف إزاء ما يطرحه من قضايا في أفق استفادة جيدة وإضافة مثمرة. تمكن الرواية من الاستمرار والتجدد، بدل السقوط في المحاكاة التي قد تؤدي بها إلي طريق مسدود. |
---|---|
ISSN: |
1112-7082 |