ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







في سبيل بلاغة عربية جديدة

المصدر: مجلة الخطاب
الناشر: جامعة مولود معمري تيزي وزو - كلية الآداب واللغات - مخبر تحليل الخطاب
المؤلف الرئيسي: بوزياني، خالد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Bouzaini, Khaled
المجلد/العدد: ع8
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: يناير
الصفحات: 123 - 135
ISSN: 1112-7082
رقم MD: 650203
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

140

حفظ في:
المستخلص: تتمحور إشكالية البحث حول موضوع تجديد البلاغة العربية في زمن ظهرت فيه نصوص جديدة تمخضت عن تصورات وطروحات وأفكار حولت وغيرت من أشكال الأجناس الأدبية، لذا فنحن في حاجة إلى نظرية عامة تحيي بلاغتنا العربية وتوجهها الوجهة السليمة وترجعها إلى وضعيتها الطبيعية وتنزعها من أيدي العابثين بها. وهنا يمكننا أن نطرح جملة من التساؤلات: فهل مادة البلاغة العربية صالحة للتطور ؟ وأين تكمن العيوب المنهجية للبلاغة العربية في ظل تطور الأجناس الأدبية؟ وهل نحن في حاجة إلى إعادة بناء البلاغة العربية وإحيائها؟ أم نحن في حاجة إلى وضع صياغات شكلية ؟ ما زلنا نتحدث عن قضية اللفظ والمعنى ومن هو الاتجاه الأصح أأنصار اللفظ؟ أم أنصار المعنى؟ وانقسمنا إلى مؤيد ومعارض وإلى متحيز ومتعصب ،وامتلأت كتبنا بطرح القضايا الهامشية وانزلقت البحوث الحديثة إلى تيار جارف أدى بها إلى المقارنات والإسقاطات وركزت على التأثيرات الوهمية من النظريات الغربية الحديثة. إن التحولات التاريخية والثقافية والتطورات العلمية والمعرفية التي شهدها القرنان الثامن والتاسع عشر، عجلت من سقوط البلاغة الأوربية وفقدانها كل قيمة علمية والحال ينطبق أيضا على البلاغة العربية. سنرى من جانب ظهور نصوص جديدة تبنتها تيارات فكرية ومذاهب أدبية، ومن جانب آخر ظهور نظريات لسانية حديثة أثرت أيما تأثير في بروز علم جديد هو علم الأسلوب. فعلى الصعيد الأول نرى أن انحطاط البلاغة كان نتيجة ميلاد مفهوم جديد للفن واللغة أدى بها إلى السقوط شيئا فشيئا لأنها كانت غير قادرة على تجديد نفسها، وذلك لحرمانها الأسس الميتافيزيقية والجمالية التي كانت تسندها مما أدى إلى نزولها إلى مستوى فن الكتابة وصارت مجموعة من الوصفات العلمية. إن النصوص الجديدة التي تمخضت عن المذاهب الأدبية لم تكن تنطبق على المعايير والقواعد التي أعدت لنصوص من عصور كلاسيكية، إن أول تحول لهذه النصوص كان في المفاهيم الجديدة للفن عند الرومانسيين الذين تمردوا على قواعد الكلاسيكيين وكل القوانين الشعرية الأرسطية التي اعتمدت في النقد والشعر إلى غاية القرن الثامن عشر، وتبنيهم الأفكار المثالية وبخاصة عند كبار المنظرين لهذا الاتجاه الذي يمثله (كانط) و(هيغل). فتطور الأدب إذن ساهم بشكل واضح ومباشر بالإسراع في فقدان البلاغة كلقيمة علمية لدى جمهور جددته الانقلابات الاجتماعية والتحولات السياسية والقطيعة مع التعليم التقليدي ولاسيما أنصار جيل الجمهورية والإمبراطورية على حد سواء، يضاف إلى ذلك كله انتشار الثقافة الديمقراطية والاتصال بالآداب الأجنبية التي قدمت المثل الأعلى في أعمال عظمى ليس لشروط الكتابة الدوغمائية والقديمة عليها من الفضل إلا شيئا يسيرا تمثل خاصة في مفهوم الأسلوب الذي درس من خلال الطرح البلاغي وذلك ببروز فنون للكتابة ذات طابع معياري وتعليمي تجسدت في مصنفات تطبيقية لتعليم الطرق الجيدة للكتابة والتعبير، مرتكزة خاصة على أمثلة منتقاة من أعمال الكلاسيكيين. يقول (رولان بارث) (Roland Barthes): "يتمثل انتصار البلاغة في هيمنتها على التعليم، أما احتضارها فيتجلى في اختزانها ضمن هذا القطاع، إنها تسقط شيئا فشيئا في زوال نفوذ ثقافي. وهذا الزوال مقاد من طرف إعلاء قيمة جديدة … فلا ترتكز الفصاحة على تطبيق سنن خارجي على الخطاب، لكن على الوعي بالفكر الذي يولد فينا بطريقة يمكن معها إنتاج هذه الحركة عندما نتحدث إلى الآخر جاذبين إياه إلى الحقيقة كما لو أنه يكتشفها شخصيا". وعلى تعبير صلاح فضل أن حماية القوانين التعليمية في أوربا هي التي عاق تدفن البلاغة نهائيا، ولم يكن واقع البلاغة العربية بمنأى عن ذلك ثم أن احتضان المؤسسات التعليمية لكلمة بلاغة لم يكن يضمن لها أي وجود فعال في الحركة النقدية والأدبية. إن العبارة القائلة: "لنحارب البلاغة " ليس لها معنى آخر غير شن الحرب على البلاغة المتحجرة وعلى أشكالها الجاهزة التي طالما أرهقت اللغة دون طائل. غير أن هناك من الكتاب المحدثين راح يدافع عن البلاغة ككيان مستقل لا يمكن أن يندثر أو يزول أو يتحول فنلاحظ أحمد حسن الزيات يؤلف كتابا بعنوان دفاع عن البلاغة وفي أوربا مؤلفات كثيرة أراد بها أصحابها رد الاعتبار للبلاغة منها كتاب البلاغة من الإغريق إلى أيامنا هذه للكاتب البلجيكي (ميشال مايير) (Meyer Michel) حيث يقول في مقدمة كتابه: "إنه لا يوجد على الإطلاق تاريخ عام للبلاغة باللغة الفرنسية لكننا نجد مصنفات عديدة لتاريخ الفلسفة والأدب والفن أو العلم، وكأن البلاغة ليس لها وجود خاص أو كأنها لا تستطيع تطوير نفسها بنفسها".

ISSN: 1112-7082