| المستخلص: |
هذا البحث يكشف جانباً هاماً من جوانب الحياة العربية في العصر الجاهلي هو الميسر. وهو يتوزع على ثمانية محاور تعالج مفهومه لغة واصطلاحاً، وأوّليته، وأركانه وأدواته من مشاركين فيه كالأيسار وغيرهم، وقداحه من حيث العدد والحظوظ والصفات، وناديه وهيئته، وزمن ممارسته، وعلاقته بقيم العرب الجاهلية النبيلة، ومنافعه ومفاسده حسب القرآن الكريم، وجمالياته الفنية القائمة على التصوير البيان. ويعتمد البحث على استقراء ما ورد في شعر العصر الجاهلي حتى نهاية العصر الأموي، ويستعين بما دوّنه العلماء في كتب التراث المختلفة، ولاسيما كتب اللغة والمعاني والتفسير من روايات وأخبار، وإن كانت شحيحة مقتضبة. ويُضاف إلى ذلك الاستعانة بما كتبه العلماء في العصر الحديث، ولاسيما محمود شكري الألوسي في (بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب) وعبد السلام هارون في (الميسر والأزلام). لقد نال موضوع الميسر حظاً من اهتمام الباحثين المستشرقين والعرب، إذ خصه المستشرق هوبر بدراسة بعنوان (حول الميسر لدى العرب الوثنيين): Huber, A. Ueber das 'Maisir' genannte Spiel des heidnischen Araber. Diss, Leipzig 1883. وأفرد له المستشرق يعقوب حيزاً في كتابه (الحياة البدوية العربية القديمة)، ص 110 وما بعدها. Jacob, G. Altarabisches Beduinenleben. Berlin 1897. والمستشرقان يرصدان في هذين العملين المكتوبين باللغة الألمانية ما أوردته الأشعار العربية القديمة، وأبرز الكتب التراثية حول بالميسر وقواعده وقداحه وأهميته وما يتعلق به إجمالاً. وعلى هذا النحو من الرصد العام الإجمالي للموضوع دون تفصيل ما نراه في دراسات حديثة أشارت إلى الميسر إشارات عابرة، مثل (الحياة العربية من الشعر الجاهلي) لأحمد محمد الحوفي، و(الجود والبخل في الشعر الجاهلي) لمحمد فؤاد نعناع، وغيرهما. ويُذكر من هذه المراجع الحديثة كتابان خُصِّصا للميسر، لم أستطع الوصول إلى الأول منهما، وهو (صورة الميسر في الشعر الجاهلي بين الواقع والفن) لشوادفي أحمد السيد علام، طنطا 1996، أما الثاني فهو (الميسر الجاهلي: أبعاده ودوره في ممانعة ظهور الدولة- رسالة دكتوراه مقدمة لكلية الآداب بتونس عام 2009) لمحمد الحاج سالم، فقد اطلعت على تعريف له ضمن ما يُنشر على الشبكة المعلوماتية.
|
