ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







نظرة إلى التعددية في الهند: كيف استطاعت الفيدرالية الهندية إدارتها ؟

المصدر: مجلة الحكمة
الناشر: مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع
المؤلف الرئيسي: أبو زاهر، نادية (مؤلف)
المجلد/العدد: ع7
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2011
الصفحات: 187 - 199
ISSN: 1112-9662
رقم MD: 652552
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

152

حفظ في:
المستخلص: لا ينظر الجميع إلى الفيدرالية بأنها الشكل الأمثل للحكم، ويرى بعض الكتاب أن الظروف السياسية والتركيبة الاجتماعية لكل دولة تحدد طبيعة الحكم فيها أحيانا بالنسبة للحالة الهندية وفي ظل تركيبتها التعددية المتكونة من خليط كبير ومعقد من التعددية، حيث توجد بها أكبر تعددية لغوية، وثقافية واجتماعية وطبقية، ودينية، وعرقية، وحزبية في العالم. فإن الشكل الفيدرالي هو الأنسب لها، فالهند، وبدون النظام الفدرالي، لم يكن بإمكانها أن تصبح ما هي عليه الآن. نظرا للمتوليفة المعقدة من التعددية في الهند والمتناقضة في بعض الأحيان، فإن محافظة الهند على ديمقراطيتها واستقرارها طوال العقود الماضية يمثل من أهم التجارب الناجحة لإدارة التعددية في العالم. وربما أنه إذا كان الناس في مختلف أنحاء العالم يتطلعون إلى نموذج مثالي لإدارة أشكال مربكة من التعددية- الدينينية، واللغوية، والثقافية- فإن الأجدى بهم أن ينظروا إلى الهند. حيث تمكنت من إدارة التعددية بنجاح من خلال تحقيقها تقدما على أكثر من صعيد حيث استطاعت تسجيل نقاط مرتفعة لصالح مزيد من تعزيز الديمقراطية العلمانية. فدستورها الهند العلماني منح كل قوميات البلاد حقوقا متساوية دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو الجنس. وعالجت الهند قضايا الأقليات القومية والبيئية والثقافية والاجتماعية والسياسية دون اللجوء إلى استخدام سياسات إقصاء الآخر. كما ساعد مبدأ الفدرالية الهندية على أن تعيش بسلام رغم التناقضات الملحوظة الموجودة في داخلها. فأصبح هناك تحولا جذريا في علاقات القوى بين السلطة الفدرالية والولايات في الهند. ودعت إلى نظام حكم مختلف قائم على الفدرالية، واللامركزية، والمسؤولية، والخضوع للقانون والعدالة الاجتماعية. التي مهدت الطريق للمزيد من إعطاء الحكم الذاتي والسلطة للولايات. أصبح هناك تطور آخر على توسيع صلاحيات الهياكل الفيدرالية وتحديدا الحكومات المحلية، حيث عملت حكومات الائتلاف على المستوى الفدرالي على إعطاء المجال لحكومات الولايات وقادتها للعب دور أكبر في قضايا السياسة الخارجية. الأمر الذي يسمح لزيادة دور الحكومات المحلية والولايات في التنمية. من النقاط الأخرى حققتها الهند لإدارة التعددية بنجاح تسجيلها نقاط مرتفعة لإحداث انسجام في اللغات رغم تعددها الكبير. حيث أقرت بأهمية اللغات المحلية في الأقاليم وأظهرت حساسية تجاه المشاعر القومية للمغوية. وأعادت تنظيم الولايات الهندية على أساس اللغة. كذلك تسجيلها نقاط مرتفعة لصالح التعددية الحزبية مع عدم التسليم لهيمنة حزب من الأحزاب القوية، حيث لم يعد هناك سيطرة لحزب المؤتمر، بحيث لم يكن بإمكانه استلام السلطة لوحده في الانتخابات للبرلمان الفدرالي في العام 2004. وقد أدى تحول الهند من نظام خاضع لسيطرة حزب واحد إلى نظام متعدد الأحزاب إلى تقوية الفدرالية. كما سجلت الفيدرالية الهندية في إدارات التعددية نجاحا لصالح الطبقات والفئات المهمشة، فحققت تقدما ملحوظا على صعيد الفئات المهمشة مثل النساء بفضل الكوتة، كما أصبح هناك لاعبون جدد ورئيسيون في الساحة السياسية الهندية الأن من الطبقات الوضيعة، التي كانت تسمى سابقا، "المنبوذون" نوع قات الوسطية، والفلاحون والأحزاب الإقليمية. إضافة لتسجيلها نجاحا في ظهور نوع جديد من الأحزاب السياسية ذات هوية إقليمية كأحزاب حاكمة في بعض الولايات الهامة. فضلا عن تسجيلها نجاحا لصالح سلطة الجماهير. هو نشوء مستوى ثالث من الحكم، ما يسمى بانشايات محلية. والتي أدت هذه المؤسسة الحديثة نسبيا إلى توسيع إطار القاعدة الديمقراطية توسيعا كبيرا . ربما أن الكتاب يختلفون حول أسباب نجاح الهند لإدارة التعددية فيها والمحافظة على استقرارها رغم وجود هذا الكم الهائل من التناقضات الموجودة داخلها، لكن يبقى السبب الأكثر أهمية اختيار الهند نظامها السياسي الفيدرالى الذي ساعدها على استيعاب هذه التعددية والتعامل معها وإدارتها بنجاح.

ISSN: 1112-9662

عناصر مشابهة