المستخلص: |
يتناول هذا البحث ظاهرة طغت على شعر الزهد (الزهديات) عند أبي العتاهية، وهي ظاهرة تستدعي الدرس، لغزارتها، ولأنها لا تريح النفس، بل تسبب لها الفزع والانقباض، وتدعو إلى التنفير من كل مظاهر الحياة الجميلة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، بل تنفرها من الطيبات التي أحلها الله للناس، وتبدو تلك الأشعار وكأنها دعوة إلى الاستسلام والقنوط واليأس. إنها بتعبير بسيط تدعوهم إلى التخلي عن الحياة الطبيعية، وتدفعهم دفعاً إلى طلب الفناء وتشهيه، على أنه البديل الأفضل للحياة. وسيسعى هذا البحث إلى تلمس البواعث على هذا التشاؤم في شعر أبي العتاهية انطلاقاً من نفسيته وعقيدته وبيئته، وعن المظاهر التي تجلت فيها تلك الظاهرة، والنتائج التي أسفرت عنها. وسيتم التركيز على شعر أبي العتاهية وأخباره أولاً، وعلى بعض الدراسات التي تناولته شاعراً وزاهداً ثانياً، من غير التفصيل في قضايا خلافية حول حقيقة إيمانه، أو حول حقيقة تزهده، لكثرة ما قيل في ذلك، ولأن الوصول إلى الحقيقة أمر صعب، ما دام المطلوب هو النبش في خفايا النفس التي لا يعلم حقائقها إلا بارئها. عاش أبو العتاهية في زمن مضطرب معقد؛ فقد انتقلت السلطة من الأمويين إلى العباسيين عن طريق الحرب، وقد تبع هذا الانتقال تغيرات في القيم الأخلاقية والمفاهيم الدينية والاجتماعية والاقتصادية؛ إذ لم تعد الدولة العربية دولة عربية أعرابية كما كانت أيام الأمويين، بل صارت دولة فارسية كسروية بكل ما تحمله هذه العبارة من معان، واستطاع الطوفان الفارسي أن يغمر دولة الخلافة بقيمه ونحله وعقائده ومجونه، وكأن الخلافة صارت مرتعاً خصباً له، يقول فيها كلمته وفكره وعقائده، ولو لا وجود خلفاء عباسيين كبار في العصر العباسي الأول لقضى الفرس على الخلافة، ولبعث المجد الفارسي من جديد في العراق. لكن ضعف الخلفاء العباسيين في العصر العباسي الثاني وما بعده أسهم في تسلط الفرس على الخلافة. والفرس أصحاب نحل قديمة، برز منها المانوية (عبادة إلهين اثنين). وقد أدخل الفرس هذه النحلة وكل تعقيداتهم الدينية إلى المجتمع العباسي عبر ممرين؛ أولهما الزندقة، وثانيهما الشعوبية، ولما لاحقهم بعض الخلفاء العباسيين مالوا إلى المجون ليموهوا به على هذين الممرين بدعوى الحرية والمجاهرة بالملذات والأفكار. وقد تنبه بعض الخلفاء العباسيين كالمهدي (تولى الخلافة من 158 إلى 169هـ) مثلاً لخطر المانوية، فأوصى ابنه الهادي (تولى الخلافة من 169 إلى 170هـ) بملاحقتهم، بعد أن بين له حقيقة نحلتهم بقوله: "إن صار لك هذا الأمر فتجرد لهذه العصابة، فإنها فرقة تدعو الناس إلى ظاهر حسن؛ كاجتناب الفواحش، والزهد في الدنيا، والعمل للآخرة، ثم تخرجها إلى تحريم اللحم ومس الماء الطهور.. ثم تخرجها من هذه إلى عبادة إلهين اثنين، أحدهما النور والأخر الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات، والاغتسال بالبول، وسرقة الأطفال من الطرق لتنقذهم من ضلال الظلمة إلى هداية النور. فارفع فيها الخشب، وجرد فيها السيف".
This research is talking about a phenomenon. overshadowed in Abi Al-Ataheya zhdiat, which is pessimism. A phenomenon that is frightened everyone who reads his. zhdiat and pigment this zhdiat in black color that we can’t see a spot of white light can brings well- being or lead to hope. And this research :Will be given to discover the causes of this phenomenon, the aspects which manifest in it, and the results that disclosed.
|