المستخلص: |
يمكن القول بأن النموذج التقليدي في طبيعة نمط الثقافة السائدة لم يعد قائماً كما كان، وفي الوقت ذاته فإن النموذج الحديث لم يسد تماماً بعد. واضح أذن أن المرحلة الانتقالية- بين القديم والحديث- التي يمر بها المجتمع الليبي حالياً، قد انعكست على طبيعة ثقافته في ضوء مرحلة التغيير. وحين نتأمل اليوم عملية التغيير التي حدثت بسبب ثورة الليببيين على النظام السابق. أن النتائج التي وصلوا إليها تختلف كثيراً عن المحفزات التي قامت لأجلها تلك الثورة والتي كانت تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر بشعارات وطنية وبحماس الشباب يرى أن القيم المدنية هي السبيل الوحيد لاستعادة أوطانهم لمكانتها التي قاموا من أجلها بالثورة التي تحققت. واختم بالقول، إذا استمر الوضع على ما هو عليه من مؤشرات لاحت في الأفق حتى الآن، ستبقى الثقاف التقليدية والانجذاب إلى الماضي البغيض والحرية المنشودة والديمقراطية في هذا المجتمع موضوعاً يتم تداوله في الكتابات الصحافية وفي الفضائيات والصالونات العامة، وتنتهي الانتفاضة، وبناء مجتمع يتسع للجميع رغم الاختلاف والخلاف، إلى مجتمع تسيطر فيه فئة بعينها تتمتع بأكبر قسط من النفوذ وتهمش بقية الفئات هذا الوضع لا يمكن وصفه بالمجتمع الديمقراطي الذي ضحى من أجله. إن الالتزام بالقضايا الوطنية يرغم الجميع على المثابرة في شق الطرق الشاقة والصعبة حتى ولو كانت حافلة بالصعوبات والمخاطر ليتم تحقيق الحلم في مجتمع المستقبل التي ترفرف على أرضه سنابل العلم والمعرفة.
|