المصدر: | مجلة موارد |
---|---|
الناشر: | جامعة سوسة - كلية الآداب والعلوم الإنسانية |
المؤلف الرئيسي: | لاغة، محيي الدين (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع16 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
تونس |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
الصفحات: | 165 - 196 |
ISSN: |
0330-5821 |
رقم MD: | 654408 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase, HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يعبر الجيل الأول من موارد أخبار الإزدي عن واحدة من علامات ثراء الرواية التاريخية في بلاد الشام خلال القرن الأول. فقد عرف هذا الإقليم اتجاها نحو العناية بأخبار الفتوح إضافة إلي احتمال كونه كان مجال المبادرات الأولي لتدوين التاريخ العالمي (تكليف معاوية شرية الجرهي بتدوين أول كتاب في التاريخ). وفي نفس الوقت برزت في إطاره مؤشرات عديدة علي الاهتمام الواسع بالمغازي إلي حد أنه تحول إلي منافس عنيد للمدينة في دراسة هذا الجانب، وذلك خلافا لما اعتقده الباحث حسين عطوان الذي رأى أن معارضة الخلفاء الأمويين لدراسة السيرة أخرت نشأة هذا المبحث إلي نهاية القرن الأول ( ). \\ فقد كان الجيل الأول من مصادر الأزدي في جملتهم صحابة والأكيد أن روايتهم لفعاليات فتوح الشام كانت رافدا آخر للرواية التاريخية في هذا الإقليم، إذ لم يكتف الشاميون برواية السيرة بل ساهموا في رواية المغازي إضافة لأخبار الخلافة بما أن اهتمام علماء هذا الإقليم من بداية الإسلام توجه إلي أمر المغازي مستفيدين من تجمع عدد من الصحابة والتابعين الذين حضروا أحداث الإسلام الأولي قبل أن يستقطبهم البلاط الأموي. غير أن ما يميز مدرسة المغازي الشامية هو توسع أفقها، فلم ينحصر نظرها عند مغازي الرسول كما الأمر لمثيلتها بالمدينة أو نظيرتها بالعراق أين تداخل الاهتمام بأخبار الدولة الجديدة بأيام القبلية بل شمل أيضا الحدث التاريخي العام ولا سيما أخبار الفتوح ( ). وتفسر هذه الحركية في بلاد الشام بعاملين رئيسيين: أولهما سياسي ويتمثل في الدور الذي لعبه الخلفاء الأمويون وتحديدا معاوية ثم عبد الملك وابنيه الوليد وهشام في تشجيع العلوم والبحث عن الأخبار، أما العامل الثاني فهو مبادرة شخصيات اعتبارية برواية ما شهدوه أو سمعوه من أحداث. ويلتقي هذا مع عناية مختلف الإخباريين الأوائل بأخبار الشام، وينقل ابن النديم رأي أحد علماء القرن الثالث: أبو مخنف بأمر العراق وأخبارها وفتوحها يزيد علي غيره والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس والواقدي بالحجاز والسيرة وقد اشتركوا في فتوح الشام ( ). \\ خلال القرن الثاني ورغم ضغوطات سلطة بغداد بمحاولاتها تهميش الشام ومفكريه تمكنت مدرسة الشام التاريخية لا فقط من الصمود بل واسترجاع حيويتها منذ نهاية القرن الثالث للهجرة. كان من أبرز ملامح تطورها في اتجاهين: رواية التاريخ الأموي ومناقبه ورواية المغازي والسيرة. \\ وبالنتيجة يصعب اعتبار مدرسة الشام التاريخية خلال القرنين الأول والثاني علي الأقل مدرسةً ثانوية مقارنة بمدرسة المدينة وحتي العراق كما استنتجه الباحث شاكر مصطفي ( ). كما أن تنوع اهتمامات رواد الرواية التاريخية في هذا الإقليم يقود إلي نتيجة خطيرة تقضي بالشك، أو علي الأقل وضع الدراسات التي تبت في تقسيم اتجاهات الكتابة التاريخية عند العرب إلي رواية عراقية ذات منزع قبلي ومعادية للأمويين وأخري مدينية أو شامية لها خصائص مختلفة تماما موضع السؤال. إذ تثبت مصادر أبي إسماعيل محمد بن عبدالله الأزدي أن في الشام رواية قبلية لها امتدادات في العراق، وبالتالي لا قطيعة حاسمة بين إقليم وآخر. \\ |
---|---|
ISSN: |
0330-5821 |