ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الفساد أزمة عالمية ، توجهات ملحة للبحث في مجال المناهج وطرق التدريس المدرسة وتربية الضمير ، المناهج المدرسية وصناعة البشر ، البحث العلمي وتطوير المستقبل

المصدر: المؤتمر العلمي الدولي الثاني ( العربي الخامس ) - التعليم والأزمات المعاصرة - الفرص والتحديات
الناشر: المركز القومي لثقافة الطفل وجمعية الثقافة من أجل التنمية بسوهاج
المؤلف الرئيسي: عمران، تغريد عبدالله (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: الجيزة
رقم المؤتمر: 5
الهيئة المسؤولة: المجلس القومي لثقافة الطفل - المجلس الأعلى للثقافة - وزارة الثقافة - مصر
الشهر: أبريل
الصفحات: 23 - 47
رقم MD: 66021
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

660

حفظ في:
المستخلص: حملت نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين عددا من الفرص الجديدة والمشكلات المركبة والأزمات المعاصرة في الوقت ذاته بالنسبة لمجالات العلم عامة ولمجالات العمل التربوي على وجه خاص. إذا أقبل القرن الحادي والعشرون مؤكدا على حقيقة الإيمان، مزودا البحث العلمي بتقنيات تفتح آفاقا جديدة للبحث والمعرفة، فكل الظواهر المحيطة بالإنسان أصبحت قابلة للبحث والدراسة باستخدام المنهج العلمي والتكنولوجيا الحديثة، وقد ساهم التطور العلمي والتقدم التكنولوجي في الكشف عن عظمة الخالق عز وجل، حيث أكدت نظريات الفيزياء الحديثة على أن كل الظواهر التي تبدو في ظاهرها فوضي إنما هي في حقيقته أنظمة محكومة بقوانين تحدد طبيعة العلاقة بين أجزائها لم يتم الكشف عنها بعد، ويرصد كتاب "رحلة عقل" الاكتشافات العلمية الحديثة التي أكدت علة التعقيد المبهر لبنية الكون ونشأة الحياة، وخاصة تلك التي دفعت أستاذ الفلسفة البريطاني "سير أنتوني فلو"- والذي تعد كتاباته من أقوي الكتابات التي تدعو إلى الإلحاد وتحرض عليه خلال النصف الثاني من القرن العشرين- لأن يفاجئ العالم بإيمانه وإعلانه بأن وراء هذا الكون (إله) وأصدر كتاب عام 2007 ليؤكد ذلك وعمره يناهز الثمانين عاما، ومن ثم فإن القرن الحادي والعشرين هو قرن الإيمان، وهو قرن يعلي ويمزج بين الفيزياء والميتافيزيقا، ويؤكد على دور القلب في المنظومة المعرفية والمنظومة الشعورية (عمرو شريف: 2010). إن الحقيقة التي على البشر التسليم بها هي وجود الخالق عز وجل، وإن التفكير والبحث وإتباع المنهج العلمي هو الوسيلة لعمارة الأرض ولإرساء قيم المحبة والسلام والتسامح، والحق والخير والجمال، ويقدم لنا القرآن الكريم نموذجا مبهرا للتعلم البنائي القائم على التفكير والبحث والملاحظة والاستنتاج والعبرة والاتعاظ، ليس فقط من الآيات التي تحث على ذلك وتدفع إليه بشكل مباشر، ولكن من خلال الطريقة التي انتظمت فيها النصوص والآيات، فلم نجد على سبيل المثال سورة نزلت للصلاة تحمل كل أحكام الصلاة، وأخري للصيام تحمل كل ما يرتبط بالصيام، وهكذا في كل ما يتعلق بالفروض والعبادات وغيرها من مناشط الحياة، بل نجد أن علينا البحث واستخلاص الأحكام من الصور، وبناء المعرفة الخاصة بكل جزئية نحتاج لمعرفتها (وهو المنحي البنائي في التعلم، المتعلم يبني معرفته بنفسه بالبحث والتمحيص والتحليل والمقارنة والاستنتاج... مسترشدا في ذلك بذوي العلم والخبرة...) مع التمييز بين مستويات البحث والمعرفة (مستوي العامة، مستوي الخاصة، مستوي خاصة الخاصة). واستنادا لما سبق يمكن استخلاص الآتي: • الفساد أزمة أخلاقية، أساسها البشر سواء أكانوا ممن يمارسون الفساد أم من المشاركين فيها بالخضوع إليه، وبالتستر عليه، وعلاجها يحتاج إلى تضافر جهود الدولة بكافة وسائطها التربوية مع التركيز على أكثر قطاعين تأثيرا في المجتمع: التعليم والإعلام. • إدارة أزمة الفساد تحتاج إلى تبني المدخل الإيماني القائم على التفكير العلمي المنطقي، فقد أكد البحث في مجال النمو الأخلاقي إن استخدام التفكير المنطقي يسرع من نمو النضج الأخلاقي طالما صاحب ذلك بتوجيهات إيمانية، كما أن الاتجاهات الحديثة في إدارة المستقبل تحث المؤسسات على تبني منهج الإدارة بالإيمان والذي أكدوا جدواه في رفع كفاءة العمل وزيادة الإنتاج وقدموا في ذلك نماذج لدول مثل ماليزيا، وغيرها من الدول التي ترفع مستويات إيمان الأفراد بقدرتهم على العمل والمواجهة وتحدي الصعاب. • الاهتمام بتنمية المسؤولية الاجتماعية لدي الأفراد كمفهوم وممارسات على المستويات الأسرية والاجتماعية والمجتمعية والمهنية، وتقديم دورات التدريب المجانية للأفراد في فئات المجتمع المختلفة من أجل تحقيق مشاركة إيجابية في عمليات التنمية المستدامة، ولقد ثبت أن المؤسسات التي تحقق مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدي أفرادها تحقق أرباحا تزيد بنسبة 18% عن تلك التي ليس لها برامج تدريب في هذا المجال. • نظام التعليم هو المظلة التي تغطي أبناء المجتمع في طور التكوين والتشكيل والإعداد، فضلا عن ارتباطها بعدد كبير من الأسر على كل مستويات المجتمع، مما يجعل دوره حيويا ومؤثرا في مواجهة هذه الأزمة والعمل على انحسارها ومن ثم تقليصها. • تبني إستراتيجيات ذات تأثير في بناء الضمير بالمدرسة أصبح مطلبا ملحا على المستوي العالمي، فالمدرسة استنادا إلى الاتجاهات التي تعزز مبدأ المشاركة الوالدية تتيح من خلالها فرصا أكثر تأثيرا في تربية الضمير ليس فقط على مستوي التلاميذ ولكن أيضا على مستوي أسرهم. • وضع خطط إستراتيجية لتضمين أزمة الفساد في برامج الأنشطة المصاحبة لمناهج التعليم المدرسي يمكن أن يسرع في الحد من الأزمة ويساعد على تجاوزها. • تناول أزمة الفساد بالبحث العلمي على المستوي الأكاديمي، والمستوي الإجرائي "بحوث العمل الإجرائية" من شأنه الكشف عن: • المشكلات الناجمة وراء هذه الأزمة للعمل على حلها وإزالتها. • القضايا الجدلية التي تدعم الفساد وتبرر وجودة في المجتمع، والتي تحتاج إلى جهة علمية للفصل فيها، علي مستوي القضاء، وعلى مستوي المرجعيات الدينية في المجتمع ذات الاعتبار والتأثير في الأفراد. • الاسترشاد بالتجارب الناجحة في مجال إشراك المجتمع المدني في مقاومة الفساد والإبلاغ عنه وعدم السماح بحدوثه، من خلال دورات تدريبية يقدمها قطاع التعليم في البيئات المختلفة بالمجتمع الأكثر تأثراً بأزمة الفساد، لتبصيرهم بمسؤليتهم المجتمعية، ولإعلانهم بآليات المواجهة، ومخاطر التستر والمشاركة من المنظور الإيماني، والمنظور العقلي والمنطقي، مع تدريبهم علي أساليب مقاومة الفساد ومكافحته. • مستقبل البحث العلمي يحتاج إلى تخطيط إستراتيجي يستند إلى خرائط علمية توجه مساره، وتحدد أهدافه، وتقوده نحو دور مؤثر في تنمية المجتمع، البحث العلمي في مصر يحتاج إلى كبان متخصص (مركز): بفحص، يصنف، يحلل يقيم كافة الأبحاث التي أجريت في مجالات العلم المختلفة، من خلال فرق بحثية متخصصة، ثم يراجع خطط التنمية ومشكلات المجتمع وقضاياه، يضع خرائط توضح مواقع الفجوات التنموية على نحو يساعد الأقسام العلمية في الكليات على وضع الخطط البحثية الخاصة بكل تخصص لفترة زمنية قادمة، البحث العلمي هو السبيل لإنقاذ المستقبل.