ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الإستيطان القديم في العراق " موقع من العصر الحجري القديم "

المصدر: مجلة الآداب
الناشر: جامعة بغداد - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: الشكري، صباح جاسم (مؤلف)
المجلد/العدد: ع79
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2007
التاريخ الهجري: 1427
الصفحات: 433 - 464
ISSN: 1994-473X
رقم MD: 665504
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex, AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

34

حفظ في:
المستخلص: منذ حوالي نصف مليون سنة ظهرت في أرجاء مختلفة من العالم القديم انواع جديدة من الجماعات البشرية كانت أكثر تقدماً من سابقتها. هذه الجماعات، التي إعتمدت في عيشها على الصيد وجمع الغذاء، قد تمكنت من التكيف للعيش تحت ظل ظروف بيئية مختلفة أكثر ملائمة من السابق. وقد كشفت التحريات والتنقيبات الأخيرة مواقع أثرية مهمة في حوض سد حديثة، في الهضبة الغربية على الفرات الأوسط، وفي حوض سد الموصل، وفي أراضي الجزيرة بالموصل. ضمت تلك المواقع مواد حضارية تذهب هي الأخرى الى حوالي النصف مليون سنة مضت. وهذا ما يؤكد أن أرض العراق كانت منطقة جذب للجماعات البشرية منذ أقدم فترات العصور الحجرية القديمة، تنتقل داخل البلاد وبينها وبين مناطق العالم القديم. ولابد أن نضع في نظر الاعتبار أن التحريات والتنقيبات الآثارية المستقبلية في العراق قد تكشف لنا عن أدوات حجرية يتمكن الباحثون من خلالها سد فجوات في التأريخ الحضاري الإنساني ببلاد تنوعت فيها مصادر العيش واختلفت فيها البيئة الطبيعية. يشير كل ذلك ان بلاد الرافدين وما حوته من مناخ متنوع وبيئة طبيعية متباينة قد امتلكت مؤهلات جيدة إستقطبت منذ العصور الحجرية القديمة الجماعات البشرية التي إستقرت في الكهوف الشمالية والشمالية الشرقية على مدار السنة، ذلك إضافة للجماعات التي إستوطنت على ضفاف نهري دجلة والفرات ومشارف الوديان في أراضي هضبة الجزيرة والهضبة الغربية وفي حياض الأراضي السهلية. هذا التوزيع المتناغم للإستيطان في كل ربوع البلاد يؤكد مرة أخرى أنها كانت مركز جذب للجماعات البشرية في عصور قبل التاريخ مثلما هي مركزا للتمدن في العصور اللاحقة، سواء في فترات عصور قبل التاريخ أو العصور التاريخية. ومادامت هنالك تنقيبات وأعمال مسح وتحريات آثارية مستمرة، فإن صورة متكاملة عن التأريخ الحضاري للعراق يتعذر توفرها في الوقت الحاضر. ذلك أن العمل الآثاري هنا، ومنذ أكثر من قرن مضى، قد قدم الكثير من المعلومات عن الحضارات الإنسانية التي قامت في بلاد الرافدين، ومازالت الأبواب مشرعة لمكتشفات هامة كثيرة ودراسات معمقة وتفاصيل عن تلك الحضارات نحن جميعا بانتظارها، بل والأجيال القادمة لتؤكد أن هذا الجزء من العالم القديم منهل كبير للمعرفة يجري عبر الزمن، كما تجري اليوم في ربوعه مياه دجلة والفرات بكل ما حملاه ويحملاه من خير للإنسان قديما وحاضرا ومستقبلا.

ISSN: 1994-473X