المستخلص: |
وهكذا فقد أسس الشاعر جداريته من خلال مواجهة الذات للموت وبالرغم من أن كثيرا من الشعراء تحدثوا عن الموت، إلا أن درويشاً جعل الموت إنساناً يتحرك بمحض إرادته على مدى خمس عشرة صفحة من القصيدة، مما جعل القارئ أكثر تفاعلاً وحيوية وقدرة على التأويل مع الخطاب. لقد أعاد الشاعر لهذا الخطاب أدواته الشعرية، من التأريخ المشبع بالخزين المعرفي والأسطوري والتراثي، الذي أكسب النص ابعاداً فنية وجمالية، الأمر الذي رفع الجدارية إلى مصاف المعلقة. لقد ناضلت اللغة الشعرية بكل ما تحمل من مفردات وتراكيب وإيقاعات موسيقية في خلق الصور الشعرية والدلالات والرموز، فكانت تلك الصور السلاح الذي تعرى الموت أمامها وانهزام ليحقق للشاعر حياة أبدية.
|