| المستخلص: |
يرمي هذا البحث إلي توضيح كيف أن الأساليب الفنية المستخدمة في قصيدة " توسلات ما قبل الميلاد" للشاعر لويس ماكنيس بمقدورها أن تعكس آراء الشاعر وموضوعاته، وعل الأخص فكرة الخوف من عالم بشري قاس سادة الظلم وانتشر فيه الفساد. ويستخدم الشاعر في هذه القصيدة مجموعة متنوعة من الأساليب الفنية التي تثري العمل الأدبي وتجعله اكثر تشويقاً. ومن هذه الأساليب: القافية والاستعارة والتشخيص والتكرار وغيرها من الفنيات الأخرى التي تنقل رسالة الشاعر بسهولة ويسر وتبدأ القصيدة وكأنها قوية من اجل طلب العون والمساعدة حيث يتوجه جنين لم يولد بعد بالدعاء لله سبحانه وتعالي أملا في أن يحميه من عالم الإنسان الذي هو مقدم عليه، عالم عليه علامات الإثم والقسوة والدماء. ورغم أنه لم يأت للحياة بعد، فإن هذا الجنين استطاع أن يستشعر قسوة هذا العالم البشري وظلمه وطغيانه الذي ملأ قلبه وعقله رعباً وخوفاً من حياة قد يتلاشى فيها فيفقد وحدته وقوة إرادته وحجة منطقة وتفكيره ويبدو كشيء جامد بلا روح ولا عقل تتجاذبه الحياة هنا وهناك. لذا، نجده دائما ملحاً في الدعاء أن يمنحه الله تعالي قوة حقيقة تكنه من مجابهة هذا العالم وإرادة صلبة تجعله يقف صامداً في وجه المغريات البشرية التي قد تهدد قيمة وأخلاقه وتأخذ به بعيداً عن طريق الخير والفضيلة وفي توقعاته بأنه سيدخل في تحد واضح مع العالم المتسلط الذي يموج بالظلم والصراع ، فإنه يطلب مقدماً والغفران إذا ما اقتربت يداه ذنباً دون قصد أو نطقت شفتاه لفظاً آثماً دون معرفة أو خطت قدماه نحو منكر دون علم أو تلطخت يداه بدم أحد رغماً عنه، فهو يعلم جيداً أن الظالمين في هذا العالم سوف يزينون له الباطل حقاً والقبح جمالاً والرذيلة علي أنها من انبل الفضائل. وبالرغم من أن هذا الحنين الذي لا حول له ولا قوة لم تطأ قدماه أعتاب هذه الحياة بعد إلا أنه استطاع أن يدرك هذه الصورة القاتمة التي تحيط بعالمنا البشري – صورة صنعها الإنسان بجهله وتكبره وطغيانه فعزفت عنه كل الكائنات حتي ذلك الصغير الرقيق بدا وكأنه راغباً أن يستغني كلية عن بني البشر وعالمهم الغارق الشر والفساد. لذا، فإننا نجده يتوق إلي عالم آخر لم تلوثه يد الإنسان، عالم من الطبيعة حيث الماء النقي والنباتات الخضراء والأشجار الجميلة والسماء الصافية والطيور المغردة والنور الداخلي الذي يضئ ظلمات الحياة مانحاً هذا الطفل البريء بصيرة نافذة تهديه إلي طريق الحق والفضيلة. وفي النهاية، يشترط الطفل الذي لم يعد وليداً بعد أنه إن لم يجد هذه الأشياء فخير له أن يفارق الحياة قبل أن يأتي إليها. كل هذه الأفكار والمعاني تترجمها وتوضح ملامحها الأساليب الفنية المعبرة التي يستخدمها الشاعر في قصيدته.
The aim of this Paper is to show how the poetic techniques which Louis MacNice employs in his poem, ’Prayer before Birth', can reflect his thoughts and feelings. In fact, MacNeice resorts to a variety of poetic techniques that clearly enrich his poem such as diction, repetition, enjambment alliteration, assonance, consonance, rhyme, metaphor, personification, paradox and many others. ,Prayer before Birth' is set out like a plea, a cry for help from an unborn child who prays. God to protect him from a harsh and ruthless world he is going to enter. The poem reveals the speaker's depression and hopelessness expressing the thought that the world will not correct itself, but continue in spreading its evils everywhere. Consequently, the child is worried about losing his entirety, his wholeness, his unity; there is also a fear, of being made incomplete through the process of socialization, of being indifferently driven away by such a pitiless world. The unborn speaker hopes to do without the humans and their wicked, corrupt world. Thus, he asks God to provide him with all those things which no longer exist in this deformed world, things which remain pure and unaltered by human hands, like the pure water, the green grass, the beautiful trees, the unconquered sky,, the singing birds and the clear conscience or the guiding insight that can instinctively show him the right path. Finally, the unborn speaker makes it clear that it is better for him to be killed than to be denied a real protection against all those who will try to cancel his humanity. Brilliantly, all these ideas and feelings can be interpreted by the poetic techniques which MacNeice uses in 'prayer before birth'.
|
