المستخلص: |
ان التطور الواقع في المجتمعات البشرية أوجب أن تكون تلك المجتمعات دائمة التغير في مختلف الجوانب، وهذا التغير سببه تقدم معطيات العصر التقنية والعلمية، مما جعل الإنسان دائم التطلع والتقدم. ونحن نعيش في عصر يتسم بالصراع في مجالات الحياة كافة، ويتميز بالتطورات التكنولوجية وبالانفجار المعرفي. لذلك تسعى الدول جاهدة إلى تنمية مهارات القوى البشرية العاملة لديها، وذلك لخلق مجتمع معرفي قادر على توظيف العلوم والمعارف والتكنولوجيا لخدمة التنمية الشاملة في الدولة. ويعتبر التدريب حجر الزاوية في مجال تطوير كفاءة العاملين في شتى المجالات المختلفة، وفى كافه المنشآت على اختلاف أنواعها. فمهما اجتهدنا في اختيار الأفراد، فانهم في حاجة لرفع كفاءتهم العلمية والمهارية وإكسابهم مهارات ومعلومات جديدة تساهم في زيادة قدراتهم على أدائهم لمهامهم الوظيفية الحالية والمستقبلية. كما أن العلاقة المستمرة ذات التأثير المتبادل بين الفرد والعمل، إذا تركت دون تجديد، فقد يترتب على ذلك تقادم معلومات الفرد وعدم صلاحيتها وتجمد خبراته ومهارته عند حد معين وربما تقلصها وانكماشها وعجزها عن مقابلة ما يستجد من تطورات . هذا، ويعتبر التكوين ضروريا لمهنة المكتبات والمعلومات وذلك لتجدد مطالب المهنة في حد ذاتها، حيث تتطور فيها التقنيات والمعارف بسرعة كبيرة. فالتطورات التكنولوجية المتلاحقة التي يشهدها المجال تقتضي ان يتوفر أخصائيو المعلومات قادرين على مواكبة ما تفرزه هذه التكنولوجيا، وما يترتب عليها من استحداث أساليب ونظم وأدوات تكاد تلمس كل جوانب العمل المكتبي. ومن ثم تصبح الحاجة إلى التكوين ملحة، فهو الوسيلة الفعالة لتحسين وتطوير أداء أخصائي المكتبات . يحتاج هذا التكوين إلى جهد متواصل واستعداد ذهني وادراك واضح بأن أية شهادة مهما كانت درجتها لا يمكن في الوقت الذي تعيش فيه أن تضمن لأي فرد المستقبل المهني المطلوب. فأخصائي المكتبة بالذات عليه أن يتذكر دائما أن تعليمه المهني لا يتوقف كجرد حصوله على المؤهل، لأن التطور الحادث في المجال يعطي التكوين المستمر بعدا ضروريا لماله من فعالية في رفع مستوى الأداء وزيادة الكفاءة المهنية .. فالإعداد الأكاديمي مهما بلغ مستواه وتنوعت أساليبه لا يلغى او يقلل من الحاجة الملحة إلى النمو المهني المستمر له بالاعتماد على الجهد الذاتي، أو بما توفره الجهة المعنية من برامج تدريبية. حيث أن الإعداد قبل الخدمة في الجامعة هو مجرد بدء طريق النمو المهني لأخصائي المكتبة، أما التكوين فهو الضمان الوحيد لاستمرار هذا النمو المهني. ويمكن القول ان اعداد أخصائي المكتبة قبل الخدمة وتدريبه أثناءها يمثلان جناحي النمو المهني والارتقاء العلمي له. فالتكوين وسيله مناسبة للتغير ورفع سقف الطموحات لدى اخصائي المكتبة. لأنه شرط اساسي لنجاحه في القيام بمهام عمله المتجددة والمتطورة. ومن خلال بحثنا هذا ارتأينا ان نسلط الضوء على المكتبات الجامعية الجزائرية واتخاذ جامعة قسنطينة 2 نموذجا. لمحاولة معرفة واقع تكوين العاملين بها.
Progress achieved in human societies has necessitated the existence of continuous changing societies, thus, the existence of inquisitive and self-developed man. We live now in an era characterized by confrontations in all fields of life, by technological development and by knowledge explosion. For this reason, the government endeavors in developing its human resources’ aptitudes, so that it can establish knowledge society that is able to use science, knowledge and technology to serve global development within the state. Training is considered as a pillar when developing the workers’ skills in the different areas and in all the various organizations, whatever are the capacities of the selected workers; they all need to improve their scientific and practical competence getting each time new information and skills that contribute to the development of their capacities, so that they can assume their present and future tasks efficiently. Training is necessary in information and library profession in order to update the requirements of the profession itself characterized by speedy development of techniques and knowledge. The perpetual technological progress that faces this field requires that information specialists should cope with these technological specificities and with the necessity of updating styles, systems and instruments that deal with all aspects of library work. Through this, we see the extreme need for training which is an efficient instrument in developing and improving the library specialist’s work. Through this study, we intend to focus on the Algerian university libraries taking the university Constantine 2 as a model and attempting to identify the real situation of library workers’ training.
|