ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مسرحية حضيره بأتجاه الموت : دراسة وتحليل

المصدر: مجلة الآداب
الناشر: جامعة بغداد - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: علي، مؤيد أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع92
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2010
الصفحات: 259 - 275
ISSN: 1994-473X
رقم MD: 667393
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex, AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

24

حفظ في:
المستخلص: اكتسى الأدب الإسباني حلة خاصة خلال النصف الأول من القرن العشرين، وذلك بفضل محاولات عمالقة الأدب في بداية القرن المذكور، وعلى رؤسهم رموز جيل ال 1898. وما حملوه من رؤى وأفكار، كانت قد عكست الحيوية الفكرية الفعالة على الصعيد الأوربي. لقد كان للأحداث السياسية والاجتماعية على حدا سواء دورا كبيرا في التغيرات الفكرية التي حدثت في الدوائر الإسبانية المثقفة، وهذا ما كان ملموسا ومنظور بشكل واضح في الإنشاءات الأدبية: شعرا ورواية ومسرحا. مما افصح عن تأثير كبير للفلسفة المعاصرة في نوعية العرض الفكري لمتبني الحداثة الإسبان. ومن بين المجددين يبرز الكاذب المسرحي الفونسو ساستر، والذي جسد الصرخة الإسبانية المعاصرة، حاملا مفاهيم اجتماعية خالصة، لمعالجة الأزمات المحزنة، ذات الإيضاحات الصعبة في ذلك الوقت. يعد الفونسو ساستر، المسرحي الإسباني المعاصر الأكثر جرأة، موضوعية وتقنية. فكل عمل من أعماله يمثل قوة قصوى للنأي بالمسرح الإسباني بعيدا عن الموضوعات التقليدية التي تبناها لسنوات عديدة وانتهاج نوعية غير قابلة للتغيير. راغبا بالاستمرار في واقعه الفقير. لقد هاجم ساستر من خلال موضوع مميز من بين مواضيع مرحلته الا وهو: موضوع حقيقة الوجود. في وقت كان المتتبع للأدب الإسباني يشك باحتمالية كتابة مأساة. لقد شرع الفونسو ساستر لجعل المصادقة على تكوين جذور التراجيديا المعاصرة. فكانت امكانياته في تحقيق الواقع الدرامي ملفتة للنظر وتستحق الاهتمام في خلق منشأ تواق لتنشيط المسرح الإسباني. أضف الى ذلك نباهته المثيرة للاهتمام بمشروعه المطلع على عوالم العمل المسرحي. ((حضيره باتجاه الموت)). هي حكاية لمجموعة مكونة من خمسة جنود وعريف واحد. هذه المجموعة أرسلت بمهمة عسكرية الى منطقة خطيرة من جبهات القتال. تملك المجموعة من الأرزاق ما يسد حاجتها لمدة شهرين. وكانت الأوامر تحتم عليهم بعدم إقامة اي علاقة او اتصال مع بقية القطعات، ومنذ البداية بات واضحا بانهم لا يملكون اي وسيلة للهرب من مصيرهم المحتوم ، وهو الموت بأيدي الأعداء. وكانت مهمتهم الانتظار وأرسال المعلومات المطلوبة الى قواعدهم العسكرية. وبينما هم مجتمعين هناك، قتل الجنود العريف. وعند اقتراب موعد انتهاء المهمة، وخشية من عقوبة المحكمة العسكرية، هرب أثنان من الجنود باتجاه غير معين، وأنتحر واحد منهم وآخر قرر ان يسلم نفسه، اما الجندي الذي لم يشترك بالقتل كان يأمل ان يعود الى حياته المدنية.. من خلال وجهة النظر السطحية، قسمت المسرحية الى فصلين، كل فصل مكون من ستة مشاهد، ربط ساستر بينهما عن طريق الغموض والذي أدى الى تفخيم الأثر الدرامي في عدة مناسبات. فخلال الفصل الأول بنيت العقدة المسرحية بشكل كاف وتفاقم الشد عن طريق الخصومة المضطردة ما بين الجنود والعريف حتى بلغت اوجها بقتل العريف في نهاية الفصل. اما في الفصل الثاني فهناك تضاؤل في الحدة الدراماتيكية، من ناحية الصراع بين الشخصيات والذي تلاشى تقريبا. أن العمق المأساوي يتمحور في أهمية القرار الشخصي، والذي يوحي بأسناد دور البطولة لكل شخصية من الشخصيات، ومع ذلك، فأنه من غير الممكن التعمق أكثر في سايكلوجية الشخصيات الخمس وايصالها ببعضها البعض في عمل قصير مثل هذا العمل. أن موضوعة هذا العمل المسرحي يتأصل في الصبر والجرأة، لمجتمع قد عانى ما عانى من الهموم. مجتمع كانت تحركه دوافع لا أرادية وخارجة عن سيطرته، خاضع لتعليمات وقوانين قومية. ونلاحظ كذلك في هذا العمل المسرحي الرغبة في عرض المغامرة الاجتماعية من داخل أطر عسكرية بحتة. مما اعطى اختبار طبيعي لنفسية المجموعة المختارة، وذلك من أجل تجسيد واقع المجتمع الإسباني وتسليط الضوء على مرحلة قاسية من مراحل حياته. أن الميتافيزيقيا هنا، هي الجو العام الذي غطا العمل، بنظرة وجودية اجتماعية، كما هو الحال في مجمل النتاج الأدبي للأديب الإسباني الفونسو ساستر وبقية أبناء جيله. \

ISSN: 1994-473X