المستخلص: |
تركز هذه الدراسة على ثلاثة أمور رئيسة: أولا. هناك تناقض كبير بين المصادر التوراتية والأدلة الأثرية فيما يتعلق ببداية الاستيطان في الدولة الأدومية. فالمصادر التوراتية تشير إلى أن الاستيطان في مملكة أدوم يعود إلى العصر البرونزي المتأخر وذلك عند قدوم الإسرائيليين في أثناء خروجهم من مصر حوالي عام 1220ق.م وطلبهم من ملك أدوم السماح لهم بالمرور عبر الدولة الأدومية، وهذا الكلام يتناقض مع الأدلة من الواقع الأثري. كذلك هناك تناقض كبير في أسفار التوراة نفسها حول هذا الأمر، فنجد مثلاً أن الرواية في سفر العدد تتناقض مع تلك في سفر التكوين وتلك في سفر التثنية، وهذا الأمر يضع التوراة في موضع تساؤل وشك ومن ثم فلا يمكن اعتبارها مصدراً تاريخياً موثوقاً. ثانياً. الأدلة الأثرية من خلال التنقيبات والمسوحات الأثرية تؤكد أن الاستيطان في الدولة الأدومية لم يبدأ قبل القرن التاسع قبل الميلاد على أبعد تقدير، وأن هذا الاستيطان قد ازدهر وانتعش في القرنين الثامن والسابق قبل الميلاد. فاللقى الأثرية والأواني الفخارية والطبقات السكنية المكتشفة في عدد من المواقع الأثرية مثل بصيرة، طويلان، أم البيارة وتل الخليفة وغيرها من المواقع الأثرية التي جرت فيها تنقيبات أو مسوحات أثرية، كلها تؤكد وتدعم الاستنتاج الذي خرجت به كريستال بنت والذي يبين أن الاستيطان في أدوم لم يبدأ قبل القرن التاسع قبل الميلاد، ومن ثم فإن الأدلة الأثرية تتناقض بشدة مع الأدلة من المصادر التوراتية. وما يدعم ذلك أيضاً أن استخراج النحاس من وادي عربة كان متزامناً مع قدوم الآشوريين ومن ثم فهذا يدعم فكرة ازدهار الاستيطان الأدومي في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. ثالثاً. تشير اللقى الأثرية مثل الأواني الفخارية، والأختام، والعناصر المعمارية والطبقات السكنية من تلك المواقع الأثرية التي جرت فيها تنقيبات مكثفة، إلى استمرارية حضارية من العصر الأدومي إلى العصر النبطي. ومن هنا فإن هذه الأدلة تثبت عدم صحة نظرية نلسون جلوك ومن تبعه من علماء الآثار، لذلك فيمكننا القول من خلال هذه اللقى الأثرية أن الأنباط العرب كانوا ورثة الحضارة الأدومية؛ حيث أسسوا دولتهم على أنقاض الدولة الأدومية التي قضى عليها الطريد البابلي، نابونائيد، في القرن السادس قبل الميلاد. \
This paper concentrates on three main issues: First, it shows that there is a great contrasting between the Biblical traditions and the archaeological evidence in terms if the beginning of settlement in Adom, Southern Jordan. The Biblical sources mention that there were settlements in Adom as early the late Bronze Age, at the time when the Israelites made their Exodus from Egypt around 1220 B.C. Furthermore, there are conflicting statements in the Old Testament itself on the matter of route the Israelites used within the Kingdom of Adom, for example between the tradition of Number, Judges and Deuteronomy. This confusion causes a great doubt to the Biblical traditions as being untrustworthy historical sources. Secondly, the archaeological excavations and surface surveys in different sites in Adom, such as Busayrah, Tawilan, Umm al-Biyarah and Tall al-Halifah indicate that the beginning of settlement in Adom does not go back earlier than the end of the 9th Century B.C. at the very earliest. These settlements point to flourishing and prosperous kingdom during the 8th and especially the 7th Centuries B.C. Thus all the excavation sites and surveys would support the results reaches by C.M. Bennett that settlement in Adom is to be dated to the 9th Century B.C. Furthermore, the copper smelting in the Wadiy 'Arabah had occurred simultaneously with advent of Assyrians in the 8th Century B.C. Thirdly, Archaeological finding such as pottery, seals, architectural elements and stratigraphies from these extensively excavated sites, indicate some kind cultural continuity from the Adomiyte period down to the Nabataean period. Such evidence would invalidate the cultural gap proposed by N. Glueck and those who followed him from the 8th century down to the 4th Century B.C. Therefore, we can say with confidence that the Nabataeans were the inheritors of the Adomiyte civilization when they established their kingdom at the same time of the downfall of the Adomiyte Kingdom in the 6th Century B.C \
|