المستخلص: |
إن المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان هي مؤسسات متميزة استدعت الضرورة إحداثها جنباً إلى جنب مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لصعوبة وصول هذا الأخير إلى التفاصيل المحلية ومعالجتها. وقد عملت الأمم المتحدة على وضع معايير دولية موحدة تتعلق بإنشاء هذه المؤسسات وتكوينها وصلاحياتها وطرق عملها، وكذا كيفية تواصلها مع الأمم المتحدة والهيئات الدولية والإقليمية الأخرى ذات الصلة، على أن تنشأ ويوضع نظامها القانوني من طرف الدولة المعنية وبموجب تشريعاتها الداخلية، على أن تراعى فيها المعايير الدولية المعتمدة. ونظراً للطبيعة الإلزامية للنص القانوني الدولي، ولاختلاف الظروف الداخلية والسياسات العامة بين دولة وأخرى، تعمد جل الأنظمة إلى التحايل في تشريعاتها بطريقة تضع من خلالها المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في موضع ضغط من جانبين، النص الداخلي من جهة، والمعيار الدولي من جهة أخرى، الشيء الذي يفقدها قيمتها الحقيقية. لذلك نحاول عرض الظروف التي تولد عنها إنشاء هذه المؤسسات ومناقشة إشكالية مفادها: ما مدى إمكانية نجاح المؤسسات ذات الالتزام الدولي الموحد أمام التشريعات الوطنية المتباينة؟ وهل من فائدة مرجوة من إحداثها في دولة الكويت؟ وستكون الدراسة وفقا للمنهج التحليلي بما يتماشى وطبيعة الموضوع، بهدف معرفة ما إذا كانت الكويت بالفعل بحاجة إلى إحداث مؤسسة وطنية حكومية.
The National Institutes of Human Rights are distinct institutes established, under the necessity, along with the United Nations Human Rights Council, to come over the difficulty of the arrival of the latter to achieve and examine the local details. The United Nations has worked to set up common international standards related to national institutions establishment, composition and powers as well as their working methods and communication modes with United Nations and other regional and universal entities of relevance, under a condition to be established and to be set up by the domestic legislation and under the dominance of the State, with respect to the international standards. With respect to the mandatory nature of the international text, and due to the different internal circumstances among states, most national systems put the national institutions of human rights under pressure from both sides, the internal guidelines, from one side, and international standard, from another side. Accordingly, this study will examine the circumstances of the established institutions; and the possibility of their success.
|