| المستخلص: |
شكلت استجابة الجانب الفلسطيني للضغوط العربية والدولية، بموافقته على التفاوض بشكل مباشر مع الكيان الصهيوني بغية التوصل إلى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، منعطفا أساسيا في مجرى الصراع العربي الإسرائيلي، ونمط سلوك الأطراف المتعاطية معه؛ ومنحنى في الفكر الثوري الفلسطيني الذي طالما كان رافضا لفكرة القبول بالعملية السلمية كحل لإدارة الصراع العربي الصهيوني. وشكل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، خروجا عن المسار العام لنهج مؤتمر مدريد، بتقديم المفاوض الفلسطيني المزيد من التنازلات لصالح الطرف الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق باستبعاد تطبيق قرارات الأمم المتحدة الرامية إلى ضمان الحقوق الفلسطينية الرئيسية : القدس، واللاجئين، والعودة لحدود 67. وبالرغم من التزام السلطة الفلسطينية المنبثقة عن هذا الاتفاق عام 1994 بتطبيق المقتضيات كافة التي جاءت بها بنود هذا الاتفاق، كالجوانب الأمنية، وتعديلها للميثاق الوطني الفلسطيني؛ استمر الجانب الإسرائيلي في استراتيجيته الأحادية القائمة على تغيير الواقع بفرض واقع جديد على الأرض، من خلال تنفيذ مخططاته الاستعمارية والتوسعية في الأراضي الفلسطينية .وباندلاع الانتفاضة الثانية "الأقصى" دخلت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية نفقا مسدودا يصعب الخروج منه ليعرف بذلك النظام السياسي الفلسطيني مجموعة من التحولات على المستوى البنيوي والوظيفي، وانقساما في الإرادات الفلسطينية بين مؤيد لاستكمال طريق المفاوضات، وبين معارض ورافض لها.
The positive response of the Palestinians to the Arab and international pressure to negotiate with the Zionists in order to reach a political solution of the Palestinian issue was seen as a breakthrough in the Arab- Israeli conflict. It has not only changed the behavior of all parties of the conflict, but it also changed the Palestinian revolutionary thought that had always rejected the idea of a peaceful solution of the Arab- Zionist conflict. Thus, the signature of the Oslo Accords in 1993 was considered as a deviation from the principles of the Madrid conference because the Palestinians gave the Israelis further concessions in freeing the Israelis from the application of the U.N.resolutions that had aimed at ensuring the basic rights of the Palestinians namely: Jerusalem issue, refugees rights and the return to 1967 borders. In spite of the Palestinian Authority's commitment to implement all the requirements of 1994 treaty including the security measures and the amendment of the Palestinian National Charter, the Israeli government carried on its unilateral strategy by imposing new realities on the ground through the implementation of its colonial and expansionary strategies in the Palestinian territories. After the outbreak of the Second Intifada (Al- Aqsa Intifada) , the Palestinian- Israeli negotiations got into a deadlock. Consequently the Palestinian political system has known a set of transformation on the structural and functional levels dividing the Palestinians into two categories, the proponents of the negotiations process to reach a solution on the one hand, and those who are against this way, on the other hand
|
