ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الأمن الثقافي: مفهومه ودواعيه وعوامل تحقيقه

المصدر: شؤون عربية
الناشر: جامعة الدول العربية - الأمانة العامة
المؤلف الرئيسي: جبر، نهلة محمد أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع163
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2015
الشهر: خريف
الصفحات: 134 - 147
ISSN: 1687-2452
رقم MD: 671997
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

200

حفظ في:
المستخلص: إنه في ظل التطورات السريعة في الأحداث العامة التي تحيط بالوطن العربي والمجتمعات العربية والانهيار الذي طال الكثير من الدول العربية، وفي ظل التهديدات الدائمة والمستمرة والمتزايدة سواء من الدول الكبرى التي لها مصلحة في استعمار مواردنا الطبيعية والإنسانية وحلم الصهيونية الكبير او الاستعمار التكنولوجي الجديد والمسمى بالعولمة، يظل الأمن الثقافي العربي هو صمام الأمان لتحقيق حلم الشعوب العربية بالتكاتف والتلاحم كالحزمة الواحدة في كافة أوجه الحياة للوصول إلى الأمن الذي نرتجيه لأوطاننا العربية على كافة المستويات . ومحاولة الوصول إلى آليات تنفيذية عربية مرحلية تستلهم من العوامل المذكورة سبلا لتحقيق الأمن المرجو وضمان بقاء الوطن العربي وتطوره المستقبلي لتتمتع الدول العربية بدرجات متفاوتة متقاربة من الأمن بكافة مستوياته: ثقافي، حضاري، قومي، اقتصادي وحتى سياسي. وتظل الوحدة العربية أمل الشعوب العربية، والمرآة التي تعكس أمنها الثقافي والحضاري والقومي، والحلم الجميل الذي يجب ان نسعى لتحقيقه كواقع نحياه ولو بشكل مرحلي ومتدرج. إن الوحدة العربية هي البوتقة التي تشكلنا في داخلها وترسم في النهاية مصيرا واحدا يضمنا وننتهي إليه بالشكل الذي يليق بالتاريخ العربي والشعوب العربية وثقافتها وحضارتها، فهو الحل الذي يفرضه تغير الزمان وتحولاته الطبيعية وإن كان التنفيذ قد يأخذ وقتا طويلا لبلورته وتهيئته ليتناسب مع روح العصر ومصالح الدول المتفاوتة والنهضة الحضارية العربية التي نرجوها للوصول إلى قوة لا يستهان بها في العالم. وستظل الجامعة العربية هي الرحم الذي منه تولد آليات الاتفاق وتنفيذ ما تحتاجه الشعوب والدول العربية لنتطلع إلى غد جديد نكسوه بصلابة أيامنا عبر التاريخ وصمودنا في وجه كل التحديات المحيطة بنا. إن الهدف الأهم والضروري والعاجل هو حماية الوطن العربي من التفكيك وطمس هويته وتدمير حضارته ومحاولة إنهاء كل أشكال الثقافة المجتمعية واستبدال القيم الأخلاقية التي طالما تمتع بها المواطن العربي بقيم العولمة التي لا تقوم إلا على المصلحة الفردية وفرقة الدم العربي التي تسعى إليه الصهيونية بكل قوتها لتحقيق حلمها بأن تكون إسرائيل هي الأقوى في المنطقة. إن العوامل المشتركة بين الدول العربية قادرة على تكوين جبهة عربية متكاملة وقوة عظمى لا يستهان بها مع الأخذ في الاعتبار صلابة المواطن العربي وقدرته على الصبر والتحمل في سبيل أرضه وبيته ومستقبله. إنه من الممكن أن نتشارك المناهج التعليمية والخبرات العلمية التي ترتكز على اللغة العربية كتعبير عن هويتنا وثقافتنا وأخلاقنا التي نستمد منها تاريخنا الطويل وتشكل عاداتنا وتقاليدنا، ويمكن كذلك وضع سياسات ونهج إعلامية مشتركة تطرح المواضيع الهادفة وتخاطب الإعلام العربي بصوت واحد وترفض وصايته على المجتمع العربي بأفكاره الهدامة، وأن تحشد الفكر العربي لهدف واحد وهو الحفاظ على الهوية العربية. لذا يجب ان نسعى إلى وضع آليات عملية للوصول إلى التكامل الاقتصادي القائم على تبادل الخبرات والموارد سواء كانت البشرية أو المادية ولا يشترط وحدة العملة لتحقيق هذا التكامل بل الأهم هو توحيد القياس وليكن الذهب على سبيل المثال. ومن المهم في نفس السياق تبادل الأفكار والخبرات والكفاءات العلمية لتطوير العمل العربي في كافة المجالات وتدريب الأجيال الصاعدة لخلق صف ثان وثالث. إننا بحاجة كذلك إلى وضع حجر الأساس لبعض المشروعات القومية العربية المشتركة كالقراءة والمعرفة والترجمة ومشاريع الطاقة الشمسية النظيفة والاستخدام الآمن للطاقة النووية السلمية، مع وضع قوانين جنائية واجتماعية وعلمية موحدة يمكن تطبيقها في كل دولة للمحافظة على تلك المشاريع والجهود المبذولة للنهوض بالمجتمع العربي، ووضع ثوابت مرجعية وخطوط حمراء لا يمكن تعديها للوصل إلى الأمن والأمان المطلوب في كافة ربوع الوطن العربي، ويجب أن نشير هنا إلى الخطوات الأخيرة التي بدأتها الدول العربية بتكوين قوات عربية عسكرية مشتركة للدفاع عن الوطن العربي وحماية أراضيه والتي يمكن أن تعتبر اللبنة الأولى في مشروع النهضة العربي والطريق لتحقيق الأمن العربي بكافة أشكاله. سيظل الأمن الثقافي العنصر الهام الذي لا غنى عنه في النهضة الاجتماعية، فهو الحماية المطلوبة لحياة إيجابية سليمة يتم من خلالها تعزيز الديمقراطية وممارسة الحريات الفكرية والثقافية والعلمية بشكل عصري، وهو التفاعل الخلاق والحضاري بين مختلف الشعوب، وهو كذلك الأمن الاستراتيجي الذي يتحقق من خلاله الأمن القومي الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من الأمن الاجتماعي والحضاري، فالوجود العربي لن يعلو صوته ويضمن تواجده واستمراره على مر الزمان سوى من خلال الحفاظ على الهوية والثقافة واللغة والدين التي تمثل العناصر الرئيسية لتحقيق الأمن الثقافي العربي.

ISSN: 1687-2452

عناصر مشابهة