ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العلاقة بين الدين والسياسة في الخطاب العربي

المصدر: مجلة النهضة
الناشر: جامعة القاهرة - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
المؤلف الرئيسي: الهزايمة، محمد عوض (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 6, ع 2
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2005
الشهر: أبريل
الصفحات: 103 - 124
ISSN: 1687-3122
رقم MD: 67214
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

59

حفظ في:
المستخلص: مما لا شك فيه أن العلاقة ثابتة بين الدين والسياسة في الفكر السياسي العربي بغض النظر عن عمق هذه العلاقة أو سطحيتها، فالسياسة والدين في الفكر السياسي العربي نشأ مع وجود الجنس العربي، فالدين سد فراغا فكريا للعربي أيام جاهليته، وأنشأ علاقة مع قيادته السياسية، قائمة على التوازن، ومع بزوغ فجر الإسلام والذي شكل ثورة نقلت العربي نقلة نوعية من مجتمع قبلي إلى أمة، ذات عقيدة ونظام سياسي جديد امتزج الدين بالسياسة بعلاقة عضوية متينة، وعلى ضوء الدين قامت إمبراطورية إسلامية واسعة، نظامها السياسي نظام الخلافة نيابة عن الرسول صلي الله عليه وسلم، وبقي خط الخلافة بعد وفاته صلي الله عليه وسلم عهودا طويلة إلا أن شعيرة الدين أخذ يخف وهجها عهدا بعد عهد. إن تراجع الدين أمام السياسة في الخطاب العربي كانت له أسبابه أهمها: الهجمة الاستعمارية، والمؤسسات التعليمية ذات الطابع الأجنبي الحديثة منها والموازية داخل الوطن العربي، وبروز فئة تود الاستئثار بالسلطة والامتيازات معا على حساب صالح مجموع الأمة، دفعتهم الدول ذات المصالح لتخطي الصفوف إلى قمة الهرم السياسي، نتج عن هذا اهتزاز علاقة الربط بين الدين والسياسة، فانتقلت من علاقة تعايش وتكامل ووفاق وانسجام وهي الأصل إلى علاقة تنافس وصراع وهي الاستثناء، الأمر الذي أدي إلى تأثيرات سلبية أصابت عصب الخطاب السياسي العربي فغرد خارج سربه الصحيح، وأدخله غرف عمليات التهجين فبعد أن كان يطلق عليه الفكر العربي - الإسلامي أخذ بعد الانقلاب العقائدي اسم الفكر العربي القومي، ومع تفتيت الوطن العربي إلى أقطار أصبحت عندها أسلم التسميات له الفكر العربي - القطري. إن الحقيقة تبرز واضحة للعيان لا تغطى بالمشاعر والمصطلحات البراقة، وهي أن الفكر العربي السائد لا يعبر عن واقع الأمة، ولا يقوى على التماس الطرق الصحيحة لتحقيق المستقبل الذي يقف ولو عند الحد الأدنى لطموحات الأمة السياسية، والسبب يكمن في تخلي الفكر العربي عن جوهره الذي جلب له المنعة، ذلك الجوهر هو الإسلام القادر على توحيد جهد الأمة وتأهيلها لقيادة البشرية من جديد، بعد عرض هذه الدراسة والتي جاءت نتائجها موافقة لصحة فرضيتها، يمكننا الوقوف على عدد عن الاستنتاجات كما يلى: 1- إن العلاقة التي تحكم طرفي الخطاب السياسي العربي - الدين والسياسة - علاقة متغيرة لا تثبت على حال فتحكمها ظروف المرحلة بأنواعها السياسة والاقتصادية والاجتماعية. 2- إن الفكر السياسي العربي لم يعد فكرا أصيلا بسبب الضغط الاستعماري والمؤسسات التعليمية للحديثة بمناهجها الغربية والتبشيرية وغيرها من العوامل، التي أدت إلى تعميق هوة الخلاف بين طرفي الخطاب- الدين والسياسة - وأضرت بعلاقة الوئام القائمة يبنهما من قبل، وجنحت بها باتجاه سلبي، فعادى كل منهما الآخر. 3- إن النخب السياسية لم تعط الفرصة لدراسة الإسلام منذ بواكير حياتها، وبهذا سلبت منها القدرة والاستعداد، لبذل أي جهد لاحق للتعرف على الجوانب المضيئة في الفكر الإسلامي واسهاماته في مسيرة الحكم السياسي، وبالتالي فقدت هذه النخب أهلية المناداة بالإسلام فضاعت حلقة الربط بين النخبة في قمة الهرم السياسي والأتباع في قاع التنظيم نفسه. 4- إن النخبة الدينية التي تشكلت بعد الانقلابات العقائدية القومية والقطرية منها، تنازلت عن دورها القائد في مسيرة الخطاب السياسي العربي التاريخية، ورضيت بدور التابع، وباتت مهمتها الجديدة تقوم على خدمة النخب السياسية، فهي والحالة هذه غير قادرة على بعث الروح الدينية في نفوس الجماهير العربية من جديد. 5- إن تجاهل النخب السياسية في أي تنظيم سياسي لعقيدة شعوبها الدينية، يؤدي إلى سحب ثقة الشعب من القيادة، وهذا من شأنه عزلة النظام وانهياره. فالكنيسة التي أدخلت صكوك الغفران استخفافا بالعقيدة النصرانية، ونادت بنظام الاقطاع ودعمته من أجل كسب امتيازات خاصة لرجال الدين، هب الأتباع مستغلين ظرفا مؤاتيا فأطاحوا بنظام الكنيسة، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك بتبني النظام العلماني بدلا منه دون الالتفات للدين. 6- إن أفضل علاقة ساقتها الحقب التاريخية بين جانبي الخطاب السياسي العربي - الدين والسياسة - هي العلاقة القائمة على التوازن بين السياسة والدين، وقد حال هذا دون هيمنة جانب على آخر، وكانت الأمة عندها في أبهى صورة لها.

ISSN: 1687-3122
البحث عن مساعدة: 739314

عناصر مشابهة