المصدر: | مجلة النفط والتعاون العربي |
---|---|
الناشر: | منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول - الأمانة العامة |
المؤلف الرئيسي: | الحمش، تركي حسن (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Hemsh, Torki Hasan |
المجلد/العدد: | مج39, ع144 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الكويت |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الشهر: | شتاء |
الصفحات: | 81 - 137 |
رقم MD: | 674452 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن حوادث الاندفاع ليست أمرا نادرا، ومن المتوقع أن تحصل دوما، مما يستوجب اتخاذ كل وسائل الحيطة الممكنة للحد منها . لكن هذا لا يعني أن كل بئر يحفر سيندفع، فبعض الإحصائيات تشير إلى أن احتمال وقوع اندفاع في مرحلة الحفر الاستكشافي يبلغ 1 /200، بينما ينخفض الاحتمال إلى 500/1 في مرحلة الحفر التطويري، وينخفض أكثر إلى 1/1000 في مرحلة الحفر الإنتاجي، وما بين عامي 2002 و 2006، حفر في كندا حوالي 89 ألف بئر سجلت حوادث اندفاع في 37 منها، ومن بينها 7 فقط تسربت فيها الغاز بينما تسربت المياه الطبقية فقط من بقية تلك الآبار تختلف آثار الاندفاعات النفطية على البيئة حسب مكان الاندفاع، وكمية النفط وبقية الموائع المتسربة، وتركيبها الكيميائي . حيث تتأثر المجتمعات الحيوية الموجودة في الأعماق الكبيرة أكثر من تلك الموجودة في المياه الضحلة في حال حصول اندفاع نفطي، بينما تتأثر التجمعات الحيوية الواقعة في المياه الضحلة أو على الشاطئ بشكل كبير من تسربات النفط الناتجة عن الناقلات أو عن خطوط الأنابيب. يساهم المخروط الناتج عن اندفاع النفط والغاز من قيعان البحار نحو الأعلى في نقل أعداد كبيرة من الكائنات الدقيقة نحو السطح فإن لم تتأثر هذه الكائنات بالتسمم المباشر بالمواد الهيدروكربونية، فهي ستتأثر بتغير الضغط ودرجة الحرارة وتغير نسب الملوحة وشدة الضوء. يؤدي التحلل البيولوجي للمركبات العضوية في المياه إلى تغيير توازن الأكسجين المنحل فيها بسرعة كبيرة مما قد يسبب موت الكائنات الحية . وتحتوي سوائل الحفر على إضافات كيميائية مختلفة للتحكم بخواص هذه السوائل، وبعض هذه المواد قد يكون شديد السمية، حيث يؤدي تسرب سائل الحفر إلى تعكير المياه واضطراب البيئة الحياتية للكائنات الحية التي تحتاج إلى الضوء، بينما يكون للنفط المندفع تأثير ضئيل على الأحياء في هذه الحالة كون قوة الطفو تساهم في ارتفاع القطرات المتشكلة نحو الأعلى، لكن تكون بقع نفطية كبيرة قد يؤدي لنفس المشكلة، إنما لفترة محدودة حيث تساهم الرياح والتيارات المائية في تشتيت بقع النفط الكبيرة إلى بقع أصغر لا تعتبر المياه الطبقية المرافقة للاندفاعات سامة بشكل مباشر لكن تأثيرها يكون عبر تغيير نسبة الملوحة في الماء مما يؤدي إلى فقدان بعض الكائنات الحية للبيئة المناسبة لحياتها، ويؤدي إلى هجرتها، أو قد تظهر أنواع جديدة من الكائنات الحية في المنطقة المتأثرة. تستخدم في عمليات الإكمال والإحياء والإصلاح بعض المواد الكيميائية الأكالة والمخرشة وحتى القاتلة شديدة السمية، وتأثيرها البيئي المباشر على التجمعات الحيوية قد يكون قاتلا في حال اندفاعها من البئر يؤدي امتزاج النفط بالتربة إلى تغير خواصها الفيزيائية كالنفاذية، ويحولها إلى تربة سامة غير صالحة للزراعة، لتصبح التربة نفسها مصدرا للتلوث البيئي ينتقل بواسطة المياه أو بفعل الرياح. تأثير المواد الهيدروكربونية على النباتات قد يكون بشكل مباشر إما عبر تسمم النباتات بما تمتصه جذورها من هذه المواد، أو نتيجة التصاق الهيدروكربونات بالأوراق ومنع عملية التنفس والتمثيل الضوئي . كما تؤثر الاندفاعات بشكل غير مباشر على النباتات من خلال التأثيرات الجينية التي قد تنتقل إلى الأجيال القادمة أوقد تنتقل إلى المخلوقات الأخرى التي تأكل هذه النباتات . يؤدي التماس المباشر الحاد مع النفط إلى احمرار الجلد، وظهور وذمات، والتهابات ، وطفح جلدي وبثور وتقرحات . ويؤدي استنشاق أبخرة النفط إلى السعال وتهيج الحنجرة وانقطاع التنفس والصداع، إضافة إلى تشوش الذهن، وقد يكون من مسببات السرطان والتسمم العصبي، كما قد ينتج عنه آثار جينية وتأثيرات على إفراز الغدد الصم عند الإنسان . ويدمر النفط الخصائص العازلة للريش والفراء، وتسعى الطيور والحيوانات لتنظيف أنفسها من النفط العالق بها عن طريق المناقير أو الألسنة مما يؤدي إلى أضرار مباشرة على كلاها وأكبادها. يؤدي موت بعض الكائنات الحية التي تأثرت بشكل مباشر بالاندفاعات النفطية أو الغازية سواء في المغمورة أو على اليابسة إلى اختلال السلسلة الغذائية وهذا يتبعه اختلال التوازن البيئي للمنطقة المتعرضة للاندفاع . تكون تأثيرات الاندفاعات النفطية على اليابسة أكبر في حال وجود مياه قريبة أو أراض رطبة، حيث تساهم المياه في نقل الهيدروكربونات إلى مسافات بعيدة عن مركز الاندفاع . تساهم بعض المركبات الكيميائية المستخدمة في عمليات تنظيف آثار الاندفاعات في تأثيرات بيئية قد تكون أشد من تأثير المواد الهيدروكربونية نفسها، مما يستوجب الموازنة الدقيقة بين إيجابيات وسلبيات استخدام هذه المركبات. رغم كل ما ذكر فإن قدرة التجدد التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الطبيعة، تجعل البيئة قادرة على استرجاع وضعها الطبيعي خلال فترات مختلفة تتعلق بنوعية هذه البيئة ومدى كفاءة عمليات التنظيف التي أجريت عليها. |
---|