المصدر: | ثقافتنا للدراسات والبحوث |
---|---|
الناشر: | رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية للدراسات والبحوث |
المؤلف الرئيسي: | الرفاعي، عبدالجبار (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Al-Rifai, Abduljabbar |
المجلد/العدد: | ع33 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
إيران |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
التاريخ الهجري: | 1433 |
الشهر: | ذو الحجة |
الصفحات: | 67 - 88 |
رقم MD: | 674461 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo, HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
جلال آل أحمد من كبار الأدباء الإيرانيين المعاصرين. مر في حياته بمراحل عديدة بحثا عن الحقيقة التي تروي ظمأه، فمر بتجربة الحزب الشيوعي، وبالأحزاب التحررية الأخرى، وظل ينتقل حتى هداه فكره الثاقب وروحه المخلصة لشعبه ووطنه إلى خواء الشرق والغرب، ووجد ضالته في الأصالة الفكرية، ثم حج ووجد ذاته وعاش الحج بكل تفاصيله الروحية والشعبية، وكتب عن رحلته في رائعة أدبية حملت عنوان (قشة في الميقات) والعنوان له دلالته على تماهي الكاتب في أمواج الحجيج على الأرض المقدسة. في ختام يومياته التي دونها في رحلة الحج، يبوح جلال آل أحمد بهدفه، وما كان يفتش عنه في هذه الرحلة، فيقول فيما يشبه الاعتراف الجريء :((قد يعتبر ما سأقوله اعترافا، او اعتراضا، أو زندقة، أو أي شيء آخر؛ لكنني كنت أبحث في هذه الرحلة عن أخي، وكل إخوتي الآخرين، أكثر من بحثى عن الله، فالله موجود، في كل مكان، لمن يؤمن به)). ربما يبدو مثل هذا الاعتراف مفارقة، تفزع أصحاب التجارب الروحية، والمرتاضين، والمتصوفة من المسلمين، الذين يرتشفون في مناسك الحج أعبق أدعيتهم، وأذكارهم، ومواجيدهم، ويتوقون إلى بلوغ أقرب منازل السير إلى الله تعالى، والاغتراف من مناهل التواصل معه. غير أن جلال آل احمد يترجم لنا فلسفة الحج، بلغة أخرى، قد يحسبها البعض نوعا من الشطحات، باعتبار جلال أتي إلى الحج ليتعرف على أخيه المسلم، بل الإنسان، مما يعنى أنه غير مكترث بما بعرفه بالله، ويقربه إليه، لكن قراءة متأنية ليومياته في رحلته، تدحض هذا التصور؛ حيث تتجلى روح آل أحمد، ونزعاته المعنوية، وأخلاقيته، وعواطفه البريئة، ومشاعره الشفافة، ويغدو اكتشاف الآخر؛ ووعي آلامه وآماله، والتعايش، والتسامح في كل ما يوجب الخلاف معه، كل ذلك أقرب السبل إلى الله تعالى، وأن الطريق إلى معرفة الله يمر عبر معرفة الإنسان، وتبني قضاياه، والدفاع عن حقوقه المهدورة، وحرياته المغدورة، طبقا لفهم آل احمد للإسلام ومقاصده العامة. |
---|