المستخلص: |
لا جدال أن قطاع المعلومات يعيش تغيرات وتحولات كثيرة وسريعة فرضتها ولا تزال تفرضها عليه التطورات التكنولوجية التي ما فتأت تغزو وتسيطر على مؤسسات المعلومات باختلاف أنواعها من مكتبات ومركز معلومات وغيرها، هذه التغيرات والتحولات أثرت على المهنة المكتبية من نواحي عدة، فمن تسمية " أمين المكتبة " أصبح يسمى مع نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين ب"أخصائي المعلومات " أو " اختصاصي المعلومات "تماشيا مع تحول المجتمعات إلى نمط مجتمعي جديد ومختلف عن المجتمع الصناعي ألا وهو " مجتمع المعلومات "نتيجة الانتشار الواسع والمكثف لاستخدام المعلومات في مختلف مجلات النشاط البشري واعتبار المعلومات وقود التطور والتنمية الرئيسي، هذا التغيير في التسمية تبعه تغير في الوظائف والمهام من حيث تطوير البعض منها والاستغناء عن أخرى واستحداث وظائف أخرى جديدة فرضها التحول إلى مجتمع المعلومات. وبانتقال العالم اليوم إلى ما يعرف ب "مجتمع المعرفة " والي توظيف هذه الأخيرة في جميع مجالات الحياة كمادة أولية أساسية لتحقيق قيمة مضافة، فإن هذا الانتقال تمخض عنه أيضا تغير في تسمية منيي المكتبات ومؤسسات المعلومات الذين أصبحوا يلقبون ب "عمال المعرفة". هذه التحولات والتغيرات في تسمية المهنيين المنتمين لقطاع المكتبات والمعلومات جعلتنا نتساءل عما إذا كانت هذه التغيرات السالفة الذكر تطال المهنة المكتبية وتمسها من حيث التسمية فحسب أم أنها تؤثر عليها من جوانب أخرى؟ وإذا كانت هنالك جوانب أخرى تأثرت بهذه التحولات فما هي يا ترى؟ وما هي أبرز التغيرات التي عرفتها في ظل كل هذه المعطيات المستجدة على واقع المهنة المكتبية؟ هذه التساؤلات وأخرى يحاول البحث الإجابة عليها من خلال دراسة تحليلية لجوانب التحول في المهنة المكتبية بتحول أخصائي المعلومات إلى " عمال للمعرفة".
|