| المستخلص: |
كان ذلك العنوان لمقالة للكاتب طلعت الهواري هو الدافع للتساؤل عن معنى "الحياة الثانية" والتي تعني الهروب من المشاكل المختلفة للمجتمع سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية إلى حياة افتراضية عن طريق عالم النت. هذا الموقع والذي يسمى "second life" تم إنشاؤه في عام 2003 بواسطة "linden" الذي أصبح محل اهتمام دولي في عام 2007 يطلق على المشارك في هذا الموقع "مقيم" "resident" حيث يتواصل مع باقي المشاركين يكون له الحق في شراء مسكن ومحل وإقامة العديد من الأعمال التجارية والأنشطة الاجتماعية والمناسك الدينية مقابل رسم اشتراك شهري. بالقدر الذي بدت به الفكرة غريبة حيث يحاول الفرد التواصل في مجتمع افتراضي ... بينما المجتمع المعاصر الواقعي يتسم بالعزلة، التفكك والوحدة، كانت المحاولة لإيجاد تفسير من خلال علماء النفس من أمثال فرويد يونج وهورني ثم محاولة ربط هذا التحليل بصورة مشابهة في الأدب من خلال تحليل مسرحية أدوارد البي " من يخاف من فرجينيا وولف" وهذا هو محور هذا البحث. إذا كان فرويد يحاول من خلال نظريته للتحليل النفسي الربط بين الوعي واللاوعي فإن أفعال الفرد على مستوى الوعي والإدراك ما هي إلا نوع من التخفي أو حياة سطحية تعكس بشكل مباشر الدوافع الفعلية الموجودة في اللاوعي. ومن ثم فإن هروب الفرد إلى هذه الحياة الثانية هو هروب اللاوعي من مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية في عالم غاب عنه المنطق ومبادئ العدل والمساواة إلى عالم قد يمثل نوع من اليوتوبيا التي يحلم الفرد بتحقيقها والتي يشعر بالعجز عن تحقيقها. ومن ثم فإن فرويد يجد أن مثل هذا التصرف "اللجوء إلى عالم افتراضي" هو نوع من الحماية التي يلجأ لها الفرد كي يستطيع أن يتكيف مع العالم الحقيقي. ويتفق كل من هورني ويونج في أن اللجوء إلى هذا العالم الافتراضي هو نوع من تحقيق الذات "self-actualization" والتي قد تتحول إلى نوع من العزلة "self-alienation" إذا شعر الفرد بالفشل في تحقيق ذاته وأماله. في حين يلجأ الشباب المعاصر إلى "second life" أو عالم افتراضي لتحقيق آماله. فإن أبطال مسرحية ألبي " من يخاف من فرجينيا وولف" يجدون في اللجوء إلى الوهم مخرجا لمشاكلهم. ففي هذه المسرحية يستعرض ألبي حياة زوجين "مارثا وجورج" والتي تتسم بالكراهية والفشل والوهن حيث المصلحة كانت الدافع وراء زواجهم ... وما يزيد من شعورهم بالفشل هو عدم القدرة على الإنجاب – وكي يستمر الزواج لجأ كلا منهما إلى تخيل عالم وهمي من الخيال اصطنعا فيه طفلا نوع من الحماية الكاذبة بأن أعلن وفاة ابنهما وهما على وشك الاحتفال بعيد ميلاده الواحد والعشرين. بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى اللجوء إلى عالم الوهم ... فإن كلا من الوهم والحياة الثانية هو نوع من اللعب في يهرب الإنسان من الحياة القاسية التي نحياها سواء على المستوى الحقيقي أو الخيالي إلى عالم الوهم أو الحياة الثانية الافتراضية هربا من الضغوط التي لم يعد بإمكانه تحملها إذا كان اللجوء إلى عالم الوهم أو الحياة الثانية الافتراضية هو محاولة للحماية والتكيف مع الواقع إلا أن فرصة الحياة بدون الهروب إلى عالم آخر هو الأصل، قد تكون هذه الحياة مؤلمة ولكنها بالتأكيد سوف تجعل ألبي في نهاية مسرحيته وإذا كان ألبي ينجح في تحقيق التطهر من هذا الوهم غلا أنه على المستوى الواقعي فإن التخلص من "هذه الحياة الثانية" صعبة. ومن هنا فإننا نؤكد على ضرورة اهتمام الدولة بتوجيه طاقات الشباب إلى شيء إيجابي بدلا من قضاء الوقت في حياة وهمية افتراضية لا تؤدي إلى حل مشاك الفرد بل إلى زيادتها إذا أفرط في استخدامها. \
"Second life" is an illusionary and dreamy life to which youth try to escape from the different problems of their society. "Second life" is an- interent- based virtual world launced on June 23-2003. It enables its "residents" to interact with each other and even participate in different commercial business. However unique the issue of "second life", illusion is repeatedly used by writers to escape from reality. Edward Albee's Who is Afraid of Virginia Woolf is an example that can be interpreted from a psychological point of view with reference to Freud and Jung - to point out the repercussion of resorting to "illusion" or "second life" on both individuals and society. Understanding Albee's fictional reality will be illuminating in understanding this real feature. If Freud links between man's unconscious desires and his conscious effort to cope with his surroundings, so man's resort to "illusion" or "second life" is a protective mechanism that may develop into a kind of self-alienation if the individual fails to achieve his dreams. If youth-nowadays - resort to "second life" to fulfill their dreams, Martha and George resort to illusion to escape from a hateful married relationship. Their failure is sharpened by their sterility. They create an illusionary child to fill their life with love. This 'lie' lasts for twenty one year till George announces the death of the child. Regardless of the reasons that forced Martha and George to resort to illusion, we can ascertain that both illusion and "second life" reflect the unbearable cruel life that is difficult to be lived whether on the fictional or real level. Both "illusion" and "second life" are games that may act as a kind of self- actualization. Also, they may increase alienation and endanger life. As Albee succeeds to exorcise his characters of illusion and self-deceit, we should emphasize the necessity of living life with no "second life" and without self-deceit. \
|
